مراحل القلق
مراحل القلق
حالة القلق ما هي إلا مراحل، وقد قسَّمها الكاتب دافيد ف. شيهان في كتابه “مرض القلق” إلى مراحل كالتالي: المرحلة الأولى النوبات، ويبدأ عند الشخص بنوبات قصيرة لها علامات عديدة مثل الدوخة والإغماء وصعوبة التنفُّس وخفقان القلب والصداع المُزمن، كما قد يسيطر على الشخص أفكار غريبة مثل سبِّ الآخرين وإيذائهم بلا داعٍ، ومن نتائج القلق أيضًا الوسواس القهري، مثل فكرة شخص أن يده متسخة فلمَ لا يغسلها مرارًا وتكرارًا حتى يهلك نفسه، وهؤلاء الموسوسون عليهم القيام بطقوس معينة والتأكد من أن كل أمورهم على ما يرام ثم يحاولون جاهدين أن ينفضوا هذه الأفكار خارج رؤوسهم، وأيضًا الشعور بالغربة في الواقع، والشعور بالتفكك الشخصي.
والمرحلة الثانية الهلع؛ وتصل فيها مدة النوبات إلى أربع مرات في الأسبوع أو تقل حسب الشخص نفسه، وتكون شديدة لا ينساها الأشخاص بسهولة، ففي نوبات الهلع تشعر أن كل شيء دون توقُّع ليس تحت السيطرة وكل شيء باهت لدرجة الغثيان والدوخة واختلال التوازن وصعوبة التنفس والتنميل في السيقان وسماع الأصوات بشكل حاد والأضواء حادة، ويشعر الشخص بأن كل شيء مؤلم وحاد لدرجة الموت.
والمرحلة الثالثة توهُّم المرض؛ وفيها يسيطر على الشخص أنه مصاب بأمراض عضوية معينة حتى يذهب إلى الطبيب، وينفي عنه هذا، فيذهب إلى آخر، وينفي كذلك لكنه لا يصدق، فهو دائمًا على قناعة بأن لديه مرضًا ما فيستمر على الفحص والتحاليل.
والرابعة المخاوف المرضية المحدودة؛ وفيها يُصاب الشخص بنوبات خوف متكرِّرة وغير متوقَّعة ويشعر بالعجز، وهي مرحلة يحاول فيها الشخص جعل الخوف محدودًا، والخامسة المراحل المرضية الاجتماعية؛ وفيها الأفكار السلبية تحيط بالشخص حتى الخوف وتدمير الذات، ويتعلَّل بكل الحجج في مقابل عدم حضور حفل ما.
والسادسة التجنُّب الشامل وبخاصةٍ الخوف من الأماكن العامة؛ حيث يتعامل فيها الشخص أن كل شيء خطر ويهدِّده وغير آمن، والسابعة الاكتئاب؛ وذلك نتيجة لكثرة المخاوف المحيطة وانعزاله الاجتماعي فيفقد شهيته، ويصاب باضطراب النوم والكوابيس، وقد يصل حتى الانتحار، لذا على الإنسان الوعي حتى يتجنَّب الوصول إلى أسوأ حالات القلق.
الفكرة من كتاب كيف تتعامل مع القلق النفسي
هل تعيش في قلق طوال الوقت؟ هل سألت نفسك عن ماهية القلق؟ وما أعراضه؟ وهل هو وليد اللحظة أم صاحب لك في كل خطوة؟ هل القلق مرض مستحدث أم قديم يحيا بيننا لكنه غير معروف؟ هل البشر جميعًا يشعرون بنفس القدر من القلق؟ عن كل هذه الأسئلة وأكثر يأخذنا الكاتب إلى رحلة مُقلِقة بعض الشيء عن الأمراض النفسية الحديثة وبخاصةٍ القلق ليُجيبنا عنها، وعلينا أن ندرك أن ليس كل القلق مرضي وسيئ، فبعضه طبيعي، والواقع الحديث في حياة الإنسان ربما شاع فيها كثير من الأمراض الجسدية والنفسية، ما أوجب على الإنسان المعاصر الذي أصبح غريبًا حتى عن نفسه في عالم مليء بالغرائب أن يتطرَّق إلى معرفة الأمراض النفسية والعضوية للوقاية منها وبعضها للعلاج منها.
مؤلف كتاب كيف تتعامل مع القلق النفسي
الدكتور محمد حسن غانم: هو كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرَّج في جامعة عين شمس في قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه، وعمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدرِّبًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة كتب منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.