مراحل التعافي
مراحل التعافي
وإذا قرَّر المرء الانفصال من علاقة ما سواء كانت مؤذية أو صحية يمر بخمس مراحل قد تأتي تباعًا أو تتداخل أو تسبق إحداها الأخرى، وأولى هذه المراحل هي الإنكار؛ عن طريق رفض تصديق كل ما حدث، كشخص مات أحد أحبته بالأمس فاستيقظ في الصباح يكوي له قميصه، وكأن شيئًا لم يكن، أو عن طريق تسمية ما حدث بغير اسمه، فيُسمَّى التعلق الحادث حبًّا، واللهفة الإدمانية شوقًا، فكلمة حب خفيفة يُبرر بها كل الجنون، أما أوصاف “تعلق”، “إدمان” ولو كانت صادقة، فهي مؤلمة.
والمرحلة الثانية هي مرحلة الغضب؛ حيث يبدأ المرء في مواجهة الحقيقة، وإزالة الوهم، وتُوضِّح آثار الإيذاء، فتظهر الحقيقة للمرة الأولى دون تجميل، فيتوجَّه الغضب تجاه المؤذي، وتجاه الذات، وتجاه كل من وافق على هذه العلاقة في البداية، وأحيانًا تجاه الأماكن والأشياء المرتبطة بالعلاقة، وربما تجاه الله.
والمرحلة الثالثة هي مرحلة المساومة؛ مرحلة “ماذا لو؟”، “ماذا لو لم أعامله بهذه الطريقة؟”، “ماذا لو كنت أكثر جمالًا؟”، “وماذا لو تغيَّرت؟”، وهي من أخطر مراحل التعافي لأنها دومًا بوابة العودة إلى الإيذاء، وانتظار المؤذي لمعالجة ما حدث، والتردد على أماكن وجوده، وتصديق كل اعتذاراته، حيث يكون المرء فيها أكثر شوقًا وهشاشةً، فيصدِّق كل أوهام التغيير التي يعده بها المؤذي، وقد يرفض المؤذي العودة، أو يتدخَّل قدر الله رغمًا عنك، ويحميك من هذا الإيذاء، وهذا يؤدي إلى المرحلة الرابعة وهي الاكتئاب.
ولا يُقصد به الاكتئاب الإكلينيكي، إنما حالة اليأس من العودة، والإقرار بحقيقة الهجر والفراق، واعتناق بعض الأفكار السلبية مثل: “كل الرجال أوغاد”، أو “لا يمكن أن نحب ثانية”، أو “كل النساء حمقاوات”، ومن هنا يبدأ التشافي، وكل ما عليك هو ألا تفعل شيئًا.
وآخر مرحلة وهي القبول؛ بحيث تتحمل مسؤوليتك من الخطأ في العلاقة، والتسليم بعد إمكانية العودة، وتصفية الذهن من أوهام التعميم والتوقع السلبي، وتوضيح المكاسب التي حصلت عليها؛ كالأشياء التي استكشفتها فيك بفضل هذه التجربة.
الفكرة من كتاب أحببت وغْدًا.. التعافي من العلاقات المؤذية
تبدأ العلاقات المؤذية حينما يريد المرء الهروب من ذاته وممن حوله، وأكثر الناس اقترافًا لأخطاء الاختيار هم أولئك الذين ينتظرون بشغف، ويترقَّبون بتلهُّف، فيقدم الكاتب روشتة نفسية ليست مقتصرة فقط على العلاج، بل أيضًا تتطرق إلى طبيعة العلاقات المؤذية، وطرق التعافي منها، في محاولة لفهم أوسع، وإخراج الضحايا من دائرة الوهم، ومنحهم زاوية جديدة لرؤية الوغد المؤذي.
مؤلف كتاب أحببت وغْدًا.. التعافي من العلاقات المؤذية
الدكتور عماد رشاد عثمان: طبيب بشري من مواليد الإسكندرية عام 1986 ميلاديًّا، كاتب وباحث ملتحق بدرجة ماجستير أمراض المخ والأعصاب، والطب النفسي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، له العديد من المؤلفات، ومنها:
رواية اقتحام.
أبي الذي أكره.