مرآةٌ جديدة
مرآةٌ جديدة
يظل ضحية الإهمال والإساءة العاطفية محتفظًا بداخله بذلك الطفل المجروح المتعطش للاهتمام، فيبحث عن بديل لوالديه في الآخرين تعويضًا عن سنوات الحرمان، ولكن قد يعرِّضه هذا الأمر للأذى والاستغلال منهم.
قد يمنحك دعم الأصدقاء الحب والتقدير الذي تبحث عنه، لكن الحقيقة هي أنه لا أحد يمكنه مساعدتك على رفع احترامك لذاتك أو تعويضك عن حرمانك سواك، وأن كل ما تحتاج إليه هو الاهتمام والعناية بذلك الطفل داخلك والتوقف عن هجره وإهماله.
أسس لنفسك مرآةً جديدة من خلال إعادة الاتصال بجوهرك وصفاتك الحقيقية التي دفنت تحت طبقاتٍ من الرسائل السلبية التي غرسها والداك بداخلك، فأنت في صميمك شخصٌ جيد حكيم قوي، وعليك أن تعي أن جوهرك جزءٌ منك لا ينتج عن إنجازاتك أو تأثيرك في الآخرين، بل العكس.
اكتب قائمة بصفاتك الإيجابية والسلبية واملأ عقلك بالصفات الجيدة وافتخر بها، اعترف بالجوانب السلبية دون جلد ذاتك واعمل على تحسينها، استبدل بصوت والديك السلبي صوتًا أكثر رعايةً ورحمة يساعدك على تهدئة نفسك ذاتيًّا في مواقف الحزن والقلق، وتجنب أن تقيد نفسك بأنماط الحرمان التي عانيت منها مع والديك، واحرص على رعاية نفسك الرعاية التي تستحقها.
انظر إلى نفسك في المرآة بعيونٍ جديدة وقل بصوتٍ عالٍ “أنا أحبك”، وتعلم أن ترعى جسدك بشكلٍ أفضل عن طريق الاسترخاء وسماع الموسيقى، وتناوُل وجبات مغذية وممارسة الرياضة بانتظام والنوم المنتظم خلال الليل، ولا تُحمِّل بدنك فوق طاقته، كذلك يمكن أن تساعدك جلسات التدليك الأسبوعي على توفير الرعاية للجسم وتقليل التوتر والسماح للألم والضغط بالخروج من الجسد.
إن المصدر الحقيقي للتقدير الذاتي يأتي من داخلك، فابقَ على تواصل مع نفسك واكتشف ذاتك الحقيقية عن طريق الانتباه لحالتك المزاجية ومراقبة مشاعرك وعدم انكارها أو قمعها، حتى لا تطغى عليك عواطفك وتتحكم فيك، فالقدرة على مراقبة مشاعرك وتجربتها دون الحكم عليها تساعدك على ضبط ذاتك وملء الفراغ داخلك بمشاعرك الخاصة، ومن ثم تتواصل جيدًا مع نفسك وتدير حياتك بشكل أفضل، مما يساعدك على رفع احترامك لذاتك والشعور بمزيد من القوة والحكمة والأمان.
الفكرة من كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
هل تعاني انعدام الأمن أو كراهية الذات؟ هل تشعر بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة ومجبر على بذل مجهود لكسب احترام الآخرين ورضاهم؟ هل تملك صوتًا داخليًّا يهاجمك في أوقاتك العصيبة ليخبرك كم أنت سيئ وعديم القيمة؟ هل تتعمد إيذاء نفسك أو الآخرين؟ هل تتجنب النظر في المرآة؟!
إذا أجبت بنعم عن أحد تلك الأسئلة فأنت في حاجة إلى قراءة هذا الكتاب، فالإساءات العاطفية بما تتضمنه من الإهمال والاستبداد والحماية المفرطة في أثناء مرحلة الطفولة هي السبب وراء انتشار مرض الاكتئاب واضطرابات الشخصية الحديَّة والشخصية النرجسية وارتفاع نسب الانتحار في زمننا هذا، ويهدف هذا الكتاب إلى مساعدتك على التعافي من خلال برنامج تدريبي يعتمد على تمارين وواجبات أسبوعية، مُصمَّمة لمعالجة الضرر الناتج عن إساءات الوالدين في أثناء مرحلة الطفولة والتغلب على ميول لوم النفس والتدمير الذاتي.
مؤلف كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
بيفرلي إينجل:معالِجة متخصصة تمتلك خبرة ٣٥ عامًا في مجال علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن المشكلات العاطفية والأسرية والعنف المنزلي، قدمت خبراتها في عديد من البرامج الحوارية في كندا وأمريكا كبرنامج “أوبرا”، رُشحت لجائزة “the Books for a Better Life” عن كتابها “قوة الاعتذار”، ولها عديد من المؤلفات منها:
The Power of Apology: Healing Steps to Transform All Your Relationships.
It Wasn’t Your Fault.
Freedom at Last.
معلومات عن المترجم
《أ. د. مُحيِي الدِّين حُميدي》: أستاذ باحث في “جامعة Lund” بالسويد، حاز جائزة “خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة”، ترجم ما يزيد على ٣٠ كتابًا في اللسانيات ونظرية الترجمة وطب العين والتربية الخاصة.