مذهب الإمام الشافعي
مذهب الإمام الشافعي
الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة المتفق على إمامتهم في الدين، وهو محمد بن إدريس الشافعي يلتقي نسبه من النبي (ﷺ) في جده عبد مناف، وقد وُلد (رحمه الله) في عام 150 للهجرة بغزة في فلسطين، وهي نفس السنة التي تُوفِّي فيها الإمام أبو حنيفة، وتُوفِّي سنة 204 بمصر، وأما عن عبادته فحدِّث ولا حرج، فقد كان يُجزِّئ الليل؛ ثلثًا للكتابة والعلم وثلثًا للصلاة والأخير للنوم، كما ورد عنه أنه كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة.
حفظ الإمام الشافعي القرآن في السابعة من عمره وكانت نشأته العلمية الأولى بمكة حيث تتلمذ هناك على أبرز علمائها، ثم رحل المدينة وقرأ الموطَّأ على الإمام مالك وحفظه وهو ابن عشر سنين، ورحل كذلك إلى بغداد والتقى هناك محمد بن الحسن الشيباني أحد المؤسسين للمذهب الحنفي، وبهذا جمع الشافعي بين مدرسة الحديث ومدرسة الرأي فاجتمع له الخيران معًا، وينسب إليه الفضل في محاولة ردم الهوَّة بين هاتين المدرستين، وقد شهد له أهل العلم بفضله فقال الإمام أحمد بن حنبل: الشافعي للناس كالشمس للدنيا والعافية للبدن.
والمشهور عن المذهب أنه مرَّ بمرحلتين في حياة الإمام الشافعي، فحين ذهب الإمام إلى بغداد صنف كتبًا في الفقه والأصول عُرِفت بالمذهب القديم، ولما انتقل إلى مصر أعاد تصنيف بعض هذه الكتب وعرفت تلك المصنَّفات والآراء والاجتهادات التي ذهب إليها في مصر بالمذهب الجديد، وهذا ما دوَّنه الشافعي بنفسه في كتابه الفقهي الموسوم بـ”الأم”، وهذا الكتاب عمدة في المذهب، ومن مناقبه كذلك أنه أول من فتق التصنيف في أصول الفقه عبر كتابه المشهور “الرسالة”، ويُحسب للمذهب انتشاره الكبير وغزارة إنتاجه وكثرة علمائه نتيجة تعدُّد طلبة الشافعي في مكة والمدينة والعراق ومصر، ومن أشهر تلامذته الإمام أحمد إمام المذهب الحنبلي.
الفكرة من كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
“من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين”.. علم الفقه من أشرف العلوم وأنبل الفنون، لتعلُّقه بتعامل الفرد مع ربه إيمانًا وعبادة، ومع مجتمعه تعاملًا ماديًّا وأُسريًّا، ولا غنى لأحد عن واحد منهما، ولكن الدارس لهذا العلم عادةً ما تعتريه بعض الأسئلة مثل كيف بدأ هذا العلم؟ وما المقصود بالمذاهب الفقهية وكيف نشأت؟ ولماذا يختلف الفقهاء فيما بينهم؟ فلأجل تلك الأسئلة وغيرها كان هذا الكتاب، فهلمَّ بنا لنتعرَّف على القصة من أولها ونبحث عن إجابات أسئلتك.
مؤلف كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر: أحد علماء الشريعة، ولد عام 1940م بقرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين، وهو من بيت علم، إذ إن أخاه هو الدكتور محمد سليمان الأشقر أحد علماء أصول الفقه، حصل على الدرجة الجامعية الأولى من كلية الشريعة جامعة الإمام بالسعودية، كما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر الشريف بمصر.
عمل مدرسًا في كلية الشريعة بالكويت وأستاذًا بكلية الشريعة بالأردن ثم عميدًا لها، توفي (رحمه الله) في العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة 10 أغسطس 2012 الموافق 22 رمضان في العشر الأواخر لعام 1433 هجرية بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
له العديد من المؤلفات منها: “مقاصد المكلفين فيما يتعبَّد به رب العالمين”، و”المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم”، و”سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة”.