مذكرات مايكل آرنولد
مذكرات مايكل آرنولد
ينتقل الجزء الآخر من الكتاب إلى مُذكرات مايكل آرنولد، وهو بولندي لعائلة ذات أصول يهودية، وقد اضطرت أسرته إلى الهروب من بولندا التي وقعت تحت الاحتلال الألماني والتوجه إلى بغداد حيث تعيش خالته بولينا وزوجها الطبيب لدى العائلة المالكة، ماكس ماكوفسكي باشا، وقد كان مايكل صغيرًا، فالتحق بالمدرسة وأصبح اسمه “أندرو” في الإنجليزية، فعرّفه الدكتور ماكس بالملك الصغير.
يحكي آرنولد أنه كان في بغداد قصران ملكيان، هما: قصر الزهور، حيث يعيش الملك وأمه، وقصر الرحاب، وكان الملك فيصل الصغير في السادسة من عمره بينما أندرو في التاسعة، وكان الاستعداد للّقاء مهيبًا مع الإرشادات التي استمع إليها كمناداة الملك بـ”جلالتك”، وعدم التحدث أولًا. ودخل إلى القصر الفخم واستقبله رجل يُدعي “علي” ثم ثلاثة جنود ضخام منهم العريف عبد الله الذي أخذه إلى الملك، وقد رأى أندرو الملك الصغير ومعه الممرضة بورلاند التي وصفها بأن الجميع تقريبًا يخشاها.
بدأ الطفلان باللعب معًا، وأخبره أرنولد عن بلده بولندا، بينما تحدث فيصل عن حياته المُملة وعن أنه لا يحب خاله عبد الإله، وقد كانت لفيصل طريقة طريفة يُقيِّم بها الأشخاص حوله، فحينما يقول هذا بجانبي فهو يحبه كأُمه والعَرِّيف عبد الله، وحينما يقول هذا في الجانب الآخر فهو لا يحبه كخاله الوصيّ، ثم اتجها إلى الطعام الذي وصفه آرنولد بأنه لا يليق بوليمة ملكية، إذ كان عبارة عن ساندوتشات خفيفة، لهذا أخذ فيصل صديقه الجديد خلسة إلى الجنود الثلاثة ليتناولا معهم الخبزَ والمرقَ باللحّم دون عِلم المُربية.
الفكرة من كتاب ملك العراق الصغير.. فيصل الثاني
في الساعات الأولى من يوم 14 يوليو لعام 1958م، فوجئ العالم أجمع بخبر سقوط الحكم الملكي الهاشمي بالعراق وإعلان العهد الجمهوري، ولم يكن ذلك الحدث عاديًّا كأي ثورة أو سقوط لنظام حُكم، فلقد شهِد عملية قتل جماعي لجميع أفراد العائلة المالكة بمن فيهم ملك العراق الأخير الشاب فيصل الثاني.
وبما أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فلم تُتح اللحظة للنظر في تاريخ وشخصية هذا الملك الصغير الذي انتقل الحكم إليه وهو في عامه الثالث ليصبح أصغر ملك في العالم، وقد تطلَّب الأمرُ نحو خمسين عامًا لكي يقوم شخصان بنشر مُذكراتهما، كونهما أقرب فردين للملك الصغير آنذاك، وهما إليزابيث موريسون، المُربية الأولى لفيصل ويُكنّى اسمها بـ”بتي Betty”، ومايكل آرنولد صديق فيصل في طفولته.
مؤلف كتاب ملك العراق الصغير.. فيصل الثاني
إليزابيث موريسون: هي معلمة إنجليزية عملت مُربية ومُعلمة للملك فيصل الثاني في صغره لأكثر من عامين.
مايكل أرنولد: هو كاتب أيرلندي الأصل، انتقل إلى العراق خلال الحرب العالمية الثانية مع احتلال ألمانيا النازية لبولندا، وأصبح صديقًا مقربًا للملك فيصل الثاني في طفولتيهما، وقد ألف كتاب “لعبة النرد.. رحلة صبي عبر ثلاث ثقافات”.
معلومات عن المترجم:
علي أبو الطحين:كاتب ومترجم عراقي، اهتمَّ بإعداد وجمع الُمؤَّلفات والمُذكِّرات ذات العلاقة بالحُكم الملكيّ الهاشمي في العراق، ومن أهم أعماله كتاب العائلة المالِكة في العراق، الذي تضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة التي نجت من الحرب، وتدمير قصر الزهور بعد الاحتلال الأمريكي.