مذكرات بشأن القضية الفلسطينية
مذكرات بشأن القضية الفلسطينية
في العاشر من مارس عام 1945م، أرسل الملك “عبد العزيز آل سعود” مذكرة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بشأن قضية فلسطين، وهي من القضايا التي كانت تشغل العالم الإسلامي والعربي في ذلك الوقت. في هذه المذكرة، أعرب الملك عبد العزيز عن قلقه العميق تجاه الأوضاع في فلسطين، خصوصًا مع تصاعد الضغوط لإقامة وطن قومي لليهود في الأراضي الفلسطينية. أوضح الملك أن هذا الأمر يثير قلق المسلمين والعرب على حد سواء، لما قد يؤدي إليه من زعزعة الاستقرار في المنطقة. كما حذر الملك عبد العزيز من أن أي دعم لإنشاء دولة يهودية في فلسطين سيؤدي إلى توترات كبيرة ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن على مستوى العالم الإسلامي بشكل عام. ودعا الرئيس روزفلت إلى النظر في مشاعر العرب والمسلمين ومراعاة حقوق السكان الفلسطينيين الأصليين، الذين كانوا يعيشون في هذه الأرض لقرون طويلة وحتى يوم الناس هذا. ومن ثم أكد الملك أهمية التوصل إلى حل عادل يحافظ على حقوق الفلسطينيين ويجنب المنطقة المزيد من الصراعات والاقتتال.
وفي سبتمبر عام 1967م، قدم الكتبي مذكرة خلال “مؤتمر العالم الإسلامي” الذي عقد بعد نكسة يونيو 1967م، التي كانت نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية. في مذكرته، أعرب الكتبي عن استيائه العميق من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وأكد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها، وليست مجرد مسألة عربية أو فلسطينية فقط. وأشار إلى أن احتلال فلسطين يشكل تهديدًا خطيرًا للمقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى. ودعا الكتبي إلى توحيد صفوف الدول الإسلامية لمواجهة التحديات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن وحدة المسلمين وتضامنهم هو السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية. وشدد على أهمية الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة أراضيه وحقوقه. كما أشار الكتبي إلى ضرورة استخدام كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الدبلوماسية والإعلام والضغط الدولي، لكسب التأييد العالمي لقضية فلسطين، وللضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة. ثم شدد على أن قضية فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية دينية وأخلاقية تمس كرامة المسلمين جميعًا، وأنه يجب على العالم الإسلامي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية بمزيد من الجدية والالتزام.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
تُعَدُّ سيرة الأستاذ حسن الكتبي تجسيدًا لرحلة فكرية وثقافية غنية، انعكست فيها تجاربه المتنوعة وآراؤه العميقة في الدين والسياسة، والتحديات التي واجهتها المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، فمن خلال مواقفه وأفكاره، يظهر الكتبي شخصيةً مؤثرة سعت للدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية، مع التركيز على أهمية التسامح والحوار بين الأديان، إلى جانب التصدي للأيديولوجيات المادية التي هددت تماسك المجتمعات كالصهيونية والشيوعية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.