مدى فاعلية العلاج السلوكي المعرفي
مدى فاعلية العلاج السلوكي المعرفي
يقصد بالفاعلية هنا القدرة على إحداث تأثيرات مرغوبة بتحسين الصحة النفسية للمفحوص التي قادت إلى زيارة المعالج النفسي، والحُكم على الفاعلية يكون طبقًا لمعايير وضعتها منظمة الصحة العالمية، وهي أن يكون العلاج ذا فائدة بتحسُّن الأعراض وإنقاص حدة المشكلة وتحسين جودة الحياة، وأن يكون آمنًا بألا يضع المريض والمعالج في خطر، وألا يكون ذا تأثيرات جانبية خطيرة، وأن يحترم المبادئ الأخلاقية كاحترام كرامة المريض وغيرها، وأن يكون اقتصاديًّا، بتكلفة مادية وزمنية مقبولة، وأن يكون قابلًا للتطبيق في العديد من الوضعيات الاجتماعية.
ويمكن قياس مدى فاعلية العلاج بتقييم المعاناة النفسية في بداية العلاج ثم في نهايته، باستخدام أدوات تقييم نفسي مقنَّنة علميًّا تسمح للمريض بوضع ما يشعر به على سُلم رقمي، مثل تقييم شعور المريض بالتوتر بقياس رقمي متمثل في معظم الوقت أو غالبًا أو من حين إلى آخر أو أبدًا، ثم تحويل هذه المعطيات إلى إحصائيات، وفي الواقع فإن الصعوبات النفسية قد تتحسَّن لعدة أسباب أخرى غير العلاج النفسي كالتحسُّن التلقائي للاضطراب والأحداث الخارجية والعمل الاجتماعي، وغيرها من العوامل.
وأثبتت الدراسات الحديثة أن العلاجات النفسية تساعد على تحسين حالة المرضى بمعدل سبعين بالمائة من الحالات بالمقارنة مع غيابها، ففي حالات الاضطرابات الاكتئابية الخفيفة والمتوسطة تمثِّل العلاجات النفسية الاقتراح الأول دون اللجوء إلى مضادات الاكتئاب، وتستمر النتائج الإيجابية التي تحدثها العلاجات النفسية عبر الزمن على نقيض الآثار التي تحدثها العلاجات الدوائية التي تختفي آثارها بتوقُّف العلاج، أما الاضطرابات الشديدة كالفصام وثنائي القطب فيُنصح بالعلاجات الدوائية والنفسية معًا، وتُشكِّل الكفاءة المهنية للمعالج ونوع الاضطراب والتقنيات المستخدمة وغيرها ركائز مهمة في تحقيق الشفاء للمريض إذا تحقَّقت بالكيفية الصحيحة.
الفكرة من كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
أثبتت العلاجات السلوكية المعرفة على نحو متدرِّج مكانتها كأحد التيارات الأساسية في العلاج النفسي التي تم تطبيقها وتطويرها في البلدان الأنجلو- سكسونية إلى أن أصبحت العلامة الأساسية في العلاج النفسي، ثم بعد ذلك انتقلت إلى أوروبا ثم إلى العالم بأسره، ومنذ عشر سنوات تسارعت الوتيرة وأخذت العلاجات السلوكية المعرفية تحتلُّ مكانة أكثر أهمية تدريجيًّا في ميدان العلاج النفسي، وكذلك مصالح الطب العقلي.
وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف مفهوم العلاج السلوكي المعرفي، وتاريخ نشأته والتقنيات المستخدمة فيه والعلاقة بين التعلُّم والسلوك والصحة النفسية والعوامل المؤثرة فيها، وما مفهوم العلاج الفعَّال وأوجه الاختلاف بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات الأخرى وخطط واستراتيجيات العلاج، ويعدُّ هذا الكتاب إجاباتٍ لكثير من التساؤلات للمهتمِّين بتطوُّرات العلاجات النفسية وميدانها الرحب.
مؤلف كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
سيريل بوفيه: كاتب وعالم نفس واجتماع، مهتم بالصحة النفسية والتربوية.
له العديد من الكتب في مجال علم النفس السلوكي منها الكتاب الذي بين أيدينا “مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية”.