مدى خطورة الشركات عابرة القومية على الزراعة والسلع في أفريقيا
مدى خطورة الشركات عابرة القومية على الزراعة والسلع في أفريقيا
تقوم الشركات بابتكار البذور بمساعدة الكيماويات التي تتولى إنتاجها، وتلزم الشركات الفلاحين بشراء ما تنتجه من أسمدة ومبيدات لأنها تعمل على تطوير البذور من خلال تقنيات حديثة في التعديل الوراثي، وهذه التقنيات تؤدي إلى خسارة آلاف الأنواع النباتية التقليدية التي تجعل من الصعب على الفلاحين تحقيق التنوُّع الوراثي الذي يحتاجون إليه لتقديم محاصيل محسَّنة تنتج المزيد من الغذاء وتقاوم الحشرات والأمراض، ونظم الري المستدامة التي ابتكرها الفلاحون منذ آلاف السنين.
فهناك الكثير من الأضرار الصحية لتلك المبيدات تشمل: الاكتئاب والمشاكل النفسية وأمراض العيون والسرطان والعقم والتهابات الجلد، وتعرِّض النساء للإجهاض أو أن ينجبن أطفالًا مشوهين، ونادرًا ما تتوافر وسائل وقائية، على الرغم من كل هذه الأخطار تقوم الشركات برش المبيدات عن طريق الطائرات المروحية، وبالتالي ليست هناك نسبة كبيرة تسقط على المحاصيل، وإنما تسقط على التربة وفي الممرات المائية، ما يضرُّ الفلاحين في المزارع وبيوتهم الموجودة بالقرب منها، وهناك قوانين تمنع بقاء العاملين بالحقول أثناء الرش، ولكن لا تحترم.
فتقوم بتسجيل براءات الاختراع في الدواء وتعمل على حمايتها من خلال تسجيلها في جهود الأبحاث والتطورات، وتوضع لها حقوق الملكية الفكرية ذات الصلة في منظمة التجارة العالمية، وبذلك لا يمكن للشركات المنافسة أن تبيع الأدوية بأسعار أقل، وهو ما يعوق إنتاج الأدوية دون براءات اختراع، لذلك تتمتع هذه الشركات الضخمة بسلطة احتكارية، كما تمنع الدول من تزويد الناس بأدوية غير محمية ومنخفضة الأسعار، وتقوم بحملات إعلانية ضدها، بأن الأدوية غير المحمية يجري إنتاجها في ظروف غير صحية وغير ملائمة.
الفكرة من كتاب نهب الفقراء
هذا الكتاب يفسِّر لنا بعض أسباب فقر الدول بشكل عام، ودول أفريقيا بشكل خاص، لوجود معظم الدول النامية فيها ولكثرة الشركات عابرة القوميات التي تأتي إلى بلدانها، ونتعرف معًا على هذه الشركات، ودورها في البلدان النامية وأهداف وجودها، وتبريرها بما تُنشَأ من أجله، وهو إقامة المشروعات التي تدَّعي أنها تعمل على تنمية هذه الدول، ولكن نجد من خلال هذا الكتاب أنها تقوم بنهب شعوب أفريقيا من خلال المشروعات التي تعمل عليها، فهي دائمة السعي وراء الأرباح والثروات الطبيعية والمعدنية التي توجد في أفريقيا، ويوضح الكاتب من خلال كتابه الأسباب وراء فقر دول أفريقيا، رغم أنها تمتلك ثرواتها وأراضيها، وسوف نعرض أهم النقاط التي جاء بها الكاتب لكي توضح لنا دور الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة.
مؤلف كتاب نهب الفقراء
جون ميدلي: ولد في 19 أبريل 1891 في أكسفورد، وتوفي عام 1862، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “العصر الذهبي” (1963)، و”الاندفاع إلى الثراء” (1971)، و”من صحارى الأنبياء يأتون” (1973)، و”جون موناش” (1982).