مخططات اليهود لتحقيق حلم دولة إسرائيل، وما فعل المسلمون حيالها
مخططات اليهود لتحقيق حلم دولة إسرائيل، وما فعل المسلمون حيالها
لقد أورث الله اليهود أرض فلسطين في عهد داود وسليمان عليهما السلام، وامتدت فترة حكمهم أربعة وسبعين عامًا، ثم انقسمت إلى دولتين: مملكة يهوذا وعاصمتها القدس وقد دمّرها نبوخذ نصر، ومملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة ودمرها الملك الآشوري سرجون الثاني، وبهذا كُتب عليهم التشريد. وما زالوا يطمحون في العودة حتى بداية عصرنا هذا؛ جمعوا قواهم ونصبوا مخططاتهم، واستطاعوا إقناع الدول الكبرى بها، مثل بريطانيا التي استولت على أرض فلسطين بعد الإيقاع بالدولة العثمانية التي كانت عقبة في طريق تأسيس دولة هرتزل اليهودية، وأصبحوا أغنياء العالم، وسيطروا على الدول الكبرى بأموالهم وتسللوا إلى المناصب الدينية والسياسية، حتى إنّ الكاتب أورد قصة أحمد فخري الذي كان أستاذًا بجامعة الملك فؤاد، وكان يهوديًّا يتواصل مع يهود اليمن في عام هجرة اليهود الكبرى إلى فلسطين لتأسيس دولتهم عام 1947، وقبل ذلك كانوا يشترون الأراضي الفلسطينية ويقيمون المدن والقرى المتفرقة، أملًا في تأليفها تحت ظلّ دولة واحدة تمتد من الفرات إلى النيل.
وبالتوازي مع هذه الجهود الشيطانية المُجحفة المدعومة بأكبر دول العالم، برزت دول وجبهات إسلامية مخلصة تصدّت لهذه المخططات قدر استطاعتها، أوّلها جهود السلطان عبد الحميد الثاني الذي صدّ زيارات هرتزل الخمسة لقصره، وأبطل محاولاته في الحصول على أرض لليهود في القدس، وأصدر فرمانات تنمع إقامتهم فيها، ولكنّ الفساد الإداري الذي سبّبته أيادٍ خائنة تعمل لحساب الدول الأوروبية أدت إلى عزله، وحينها بدأ العصر الذهبي لليهود عام 1909.
وهناك أيضًا الشريف حسين، وجهود أهالي فلسطين مثل موسى كاظم الحسيني وعز الدين القسام والحركات الجهادية، حتى أحكم الإنجليز قبضتهم على فلسطين عام 1940 وحتى 1948، ثم انسحبت بعد أن مكنت اليهود فيها واستطاعوا إعلان تقسيم فلسطين، وذكر الكاتب أيضًا دور الحركات الإسلامية في الجهاد في فلسطين، مثل الإخوان المسلمين الذين انتشروا من مصر إلى الأردن وسوريا وغيرها من الدول العربية، وكان مؤسسها يرى أنّ من الأفضل دعم جهاد الشعب الفلسطيني وإرهاق اليهود بحرب عصابات طويلة الأمد بدلًا من دخول الجيوش، فأقام المؤتمر الإسلامي في القدس سلسلة تحصينات لحماية صمود المواطنين وتحصين القرى الأمامية في الضفة الغربية.
الفكرة من كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
هذا الكتاب هو سرد مُفصّل لتفاصيل القضية الفلسطينية، ورصد مرتب لحقائقها التي زُيّفت بأقلام المستشرقين، وتناثرت بين صفحات كتب التاريخ المختلفة، بدءًا من تاريخ الأرض وملكيتها الحقيقية لأنبياء ورسل بني إسرائيل والصالحين من أتباعهم، مرورًا بخطوات اليهود المدروسة نحو إنشاء دولتهم المزعومة، وجهودهم المتفانية في تفكيك القاعدة الإسلامية لإحكام سيطرتهم على البقعة المباركة، وصولًا إلى الوعود القرآنية الصادقة للمسلمين بدخولهم المسجد الأقصى المُبارك وتدمير علو اليهود وفسادهم، وقال الكاتب عمر الأشقر في مقدمته إنّ كتابه هذا ليس كتابًا تاريخيًّا بحتًا، وإنما هو رسالة لأهل الإسلام وأبنائه، يعرفهم فيها بماضي الأمة الغابر مع اليهود، ويحدثهم بالنصر القادم ويسرد دلالاته وبشائره، مُستندًا إلى الهدي السماوي، والنور الإلهي، فلا يخاف القارئ ضعف المرجع أو كذب الحديث، ولا نُزكّي على الله أحدًا.
مؤلف كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر، كاتب وفقيه فلسطيني درس بالمملكة العربية السعودية وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام بالرياض، ثم استكمل رحلته التعليمية في جامعة الأزهر بالقاهرة، فحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وكانت دراسته بعنوان “النيات ومقاصد المكلفين”، عُيّن أستاذًا بكلية الشريعة في الكويت، ثم الجامعة الأردنية بالأردن، وأصبح بعدها عميدًا بالجامعة الزرقاء، تفرّغ بعد ذلك للتأليف، وأنتج الكثير من الكتب المثمرة في باب الفقه والعقيدة والتاريخ، ومن كتبه: الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، ونحو ثقافة إسلامية أصيلة، وسلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة.