مخاوف ومشكلات
مخاوف ومشكلات
تكمن المشكلة الأساسية لمنصات التواصل الاجتماعي في جوهرها، فهي تجري خلف مزيد من المستثمرين الراغبين في تحقيق مزيد من الأرباح، مما يعني الحاجة إلى مزيد من المستخدمين، وهذه الدائرة المكررة تنتهي بالنجاح وتخلق عديدًا من المشكلات، وتثير المخاوف الأخلاقية الحقيقية، مثل انتشار الإباحية، وسهولة وصولها إلى الأطفال، الذين يعدون الطرف الأكثر تضررًا من انفجار المعلومات على الإنترنت، لذلك فهناك مطالبات بوضع قيود وضوابط على المحتوى، ولكنها تقابل بردود معارضة، خصوصًا من أصحاب المنصات.
يقع أصحاب المنصات في معضلة الحرية والمسؤولية، فكيف يراقبون ويفندون المحتوى على المنصات، مقيدين حرية فئة من المستخدمين، ومهما كان رأي الآخرين في تلك الفئة، فلها الحق والحرية في المشاركة والتفاعل مع محتوى المنصات، بجانب ضبابية المعايير العالمية التي يمكن بها تصنيف المحتوى غير المقبول، فمثلًا الثقافات تختلف حول طبيعة المحتوى الإباحي، فكيف تعد المنصات نفسها وصية؟! ولكن مع الضغوطات الكبيرة وتوالي مصائب ومشكلات منصات التواصل الاجتماعي، لجأ أصحابها إلى أسلوب آخر، وهو الإشراف على المحتوى.
ينحصر عمل مشرفي المحتوى في مشاهدة كل ما ينشر على المنصة، ولاستحالة تحقيق هذا الهدف، وظفت الشركات الآلاف من الشباب في الدول النامية لمشاهدة المحتوى المتطرف، وتفنيده وحذفه، بجانب السماح لمستخدمي المنصة بالإبلاغ عن المحتوى المتطرف أو المزعج، ليخضع للتحقيق والتأكد، إذا كان مخالفًا للمعايير أم لا، وبالإضافة طبعًا إلى الخوارزميات التي تُشرف على المحتوى، ولكن مهما كانت الجهود فالمحتوى أضعاف حجم مراقبيه، وقد شبه أحد الخبراء جهود ضبطه بالتبول في المحيط.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.