مخاوف متنوِّعة
مخاوف متنوِّعة
البعض يتفحَّص جسده باستمرار ويتخيَّل لو أنه يُعاني أورامًا وأمراضًا خطيرة، وأحيانًا يصل هؤلاء إلى حد “وسواس الإصابة بالأمراض”، وربما حتى يمتنعون عن زيارة الأطبَّاء لاعتقادهم أنهم مصابون بمرض سيئ، ولا يستطيعون مواجهة التفكير في الأمر، فإذا كنتَ تُعاني هذا القلق لماذا لا تذهب لفحص جسدك عند الطبيب فورًا؟ فإذا كان هناك مرض ستكون قد اكتشفته مبكرًا وتتعالج منه بسهولة بدلًا من الاستمرار بالرعب.
وقد يكون خوفك من المرض نشأ من اعتقادك العميق بأنك ستصاب بالعجز، أو أن الآخرين سيهجرونك بسبب مرضك أو أنك ستعتمد على غيرك وتفقد السيطرة، لذلك ركِّز على التهديد النابع من أعماقك حتى تعالجه، واعلم أن صحتك لن تكون دائمًا مثالية! واجه أسوأ الاحتمالات وتخيَّل السيناريو الفظيع مرارًا وتكرارًا، حتى تقلَّ القوَّة الانفعالية بتكرار تخيُّلها.
أمَّا إذا كان ينتابك القلق بشأن خسارة أموالك، فالمصابون بهذا النوع من القلق غالبًا ما يربطون النجاح بجمع المال، ويشعرون بأن الناس سوف تستغلُّ أموالهم، وأن احترام الآخرين لهم سيقلُّ إذا لم يجنوا المال الكثير.
وهناك عوامل تحدِّد حالات قلقك بشأن المال، منها الحرمان الاقتصادي المبكر ومعايير السعي وراء الكمال، والمبالغة في فائدة المال، ومقارنة نفسك بالأشخاص الذين يملكون أكثر مما تملك.
ضع باعتبارك أن الخسائر المالية لا تعني فشلك، فأنت حتى لو خسرت المال يمكنك أن تفكِّر بما تملكه من عائلة وأصدقاء وذكاء وثقافة، هذا يجعلك تقدِّر الأشياء وتقلِّل من أهمية المال.
فالأمان الحقيقي يأتي من جوانب الحياة الحقيقية المليئة بالعلاقات وتنمية الذات وليس من الغنى وجمع الأموال.
ولا داعي بأن تزداد قلقًا من فقدان عملك أو إفلاس الشركة التي تعمل بها، فالعمل لا ينبغي أن يكون هو المكان الذي تلقى فيه التقدير والرعاية، ولا ينبغي أن تعتبره مصدر إشباع لحاجتك لأن ذلك يدلُّ على اهتزاز ثقتك بنفسك، فأنت في النهاية من الوارد أن تنتج أعمالًا ليست مثالية، لذلك تقبَّل النقد وتقبَّل وجود الظلم أيضًا في مقرِّ عملك، فذوو الإنتاجية الباهرة معرَّضون بأن يفقدوا عملهم، ورُبَّما يساعدك الانسحاب المنظَّم من أجواء العمل على أن تجعل قلقك أقلَّ حدَّة.
الفكرة من كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
من منَّا لا يصيبه القلق؟ بالتأكيد لا أحد! ولكن ماذا لو كان هذا القلق بشكل مرَضيٍّ ومُفرِط؟
هل سنستسلم له ونُعطِّل حياتنا خوفًا من العواقب؟ إن هذا الكتاب سيساعدك على محاولة التخلُّص من مشاعر القلق غير المبرَّرة، كما أن الكاتب يوضِّح فيه كيفية جعل القلق مثمرًا وبنَّاءً.
مؤلف كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
روبرت إل. ليهي: أمريكي الجنسية، درس البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة ييل، وأكمل الزمالة ما بعد الدكتوراه في قسم الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا، وهو مدير المعهد الأمريكي للعلاج المعرفي بمدينة نيويورك، وأستاذ علم النفس السريري في مجال الطب النفسي، كما أنه يعمل باللجنة الاستشارية العلمية للتحالف الوطني للمرضى العقليين، ويعمل أيضًا على عدد من اللجان العلمية لمؤتمرات دولية حول العلاج السلوكي المعرفي من مؤلفاته: “تنظيم العاطفة في العلاج النفسي“، و”العلاج النفسي للاضطراب ثنائي القطب“، و”التغلُّب على المقاومة في العلاج المعرفي“.