مخاوف الأطفال
مخاوف الأطفال
الخوف هو شعور طبيعي مُصاحب للإنسان في حياته، وإحساس نمر به، وله ظواهر: مثل دقات القلب السريعة، وآلام البطن، والتنفس الصعب، والتعرُّق، وغيرها، وهو نابع عن القلق الشديد الذي يُلازمه قلة التركيز، وفقدان الشهية، وهو خوف نتيجة حدوث تهديد لأمن الفرد مثل الخوف من الحروب والسموم وغير ذلك، لكن الخوف من أشياء لا يخافها الناس بشكل عام وليست واقعية يُسمى الفوبيا مثل الخوف من البرق والرعد والإبر وغيرها.
لذا تنشأ مخاوف الأطفال نتيجة لردود أفعال حدثت في الواقع معهم وسببت لهم أذًى، فالمراحل العمرية الأولى للطفل يخاف على جسده، ثم يتطور عمره من الشهر السابع أو الثامن، ويبدأ الخوف من الغرباء لكنه يختفي حين يكمل عامه الأول، وحين يصل إلى عمر العامين يخاف فراق الوالدين ولو لفترة قصيرة جدًّا، وقد يتطوَّر هذا الخوف عند الطفل حين يمر بحالة انفصال عنيفة عن أحد الوالدين دون التمهيد له، وبعد مرور ثلاثة أعوام من عمره يبدأ خوف جديد وأكثر خيالية كالخوف من الظلام والوحوش غير الموجودة إلا في خياله، وتتطوَّر مع مرور الزمن حتى تصل إلى الخوف من الموت ونهاية العالم، وليس هناك بشكل دقيق خوف لكل مرحلة عمرية أو ربط عام بين الأطفال وبعضهم لأنها تختلف من نمط شخصية إلى آخر، وبما بمر به في تربيته والبيئة المحيطة ومعاملة الوالدين له والتعامل مع مخاوفه.
وعلى الوالدين الحذر من مخاوف أطفالهما حين يمتنعون عن ممارسة اللعب أو إظهار عدم التركيز أو عدم الهدوء أو عدم تناول الطعام أو عدم استعمال الأغراض الشخصية، إذ يشير كل ذلك إلى إصابة الطفل بقلق زائد يؤثر في يومه الطبيعي، ويبني عنده قناعة سلبية تجاه ذاته ويكرهها وينكر أي نجاح يمر به، وإذا كانت المخاوف في بدايتها فتدخُّل الأهل يساعد على تخطيها أما إذا امتدَّت فيجب استشارة مختص، ومرور الزمن هو العامل الأساسي لتطور المخاوف، أما التجارب الناجحة فهي عامل مهم يُلاشي هذه المخاوف.
الفكرة من كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
بنسبة كبيرة علينا أن ندرك أن علم التربية قائم على التعلم وغرس القيم من قِبل الوالدين أو حتى المعلمين وكل مُختص أو شخص يتعامل مع أطفال بشكل تعليمي أو تربوي، وأصعب مرحلة في مراحل التربية هي المرحلة الأولى للطفولة المبكرة عند الوالدين؛ لذا عليهما التنبُّه لسلوكيات أطفالهم وفهمها وفهم كيفية التعامل معها بشكل صحيح لكيلا يترك أثرًا سيئًا بالطفل، وفي كتابنا هذا يضع الكاتب بين أيدينا مشاكل التربية وكيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال ومراحل نمو الطفل ومراحل إدراكه.
مؤلف كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
الدكتور بديع عبد العزيز القشاعلة: كاتب وشاعر فلسطيني من مواليد عام 1975 في النقب، وأكمل درجة الماجستير في علم النفس الكليني بامتياز، وكتب رسالة الدكتوراه في علم النفس الطبي والسيكوفيزيولوجي، وهو رئيس قسم التربية الخاصة في الكلية.
حاصل على الإجازة من وزارة الصحة للعمل أخصائيًّا نفسيًّا تربويًّا متخصِّصًا، وقد عمل زمناً طويلاً في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط، ويعمل أيضاً اليوم كمدير قسم رياض الأطفال في بلدية رهط، ويدرِّس في الكلية الأكاديمية للتربية على اسم “كي” في بئر السبع لتأهيل المعلمين مواد علم النفس والتربية الخاصة والتربية بصورة عامة، وهو كذلك مرشد تربوي.
له العديد من الدواوين الشعرية منها: “صخب كلمات”، و”عنفوان الهمس”، و”ذاكرة المطر”، و”أنين الصمت”، و”وجع الروح، و”عبر نافذة الوطن”.
وله أيضاً مؤلفات في علم النفس منها: “جولة في علم النفس”، و”زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”طفلي مشكلجي”، و”تحديات”.
وله مجموعتان قصصيتان: “السائر في الدرب”، و”حكايات من مدرسة”.