مخاطر الفهم الخطأ
مخاطر الفهم الخطأ
قد يعاني الفرد من النقص الشديد لأنه لا يستطيع مواجهة مشكلات الحياة، إذ إن كل مشكلات الحياة لها بعد اجتماعي يتطلب القدرة على التعاون، وهو لم يتدرب عليه، وعلى ذلك يرغب الفرد في الوصول إلى التفوق وحده على حساب الآخرين، ويبحث عن حل سهل في سبيل تحقيق ذلك، ليتجه في النهاية إلى طريق الإجرام.
يدرك المجرمون نقائصهم، ويدرك بعضهم المعنى الحقيقي للحياة، لكنهم يرفضون هذا المعنى بسبب جبنهم، فهم جبناء لأنهم يحاولون تجنب المشكلات التي يشعرون بأنهم لا يستطيعون حلها أو مواجهتها.
والمجرمون كجميع البشر لديهم نزعة نحو تحقيق الأمان، ولكنهم يسلكون اتجاه الإجرام لتحقيق هذا الهدف لأنهم لم يفهموا الحياة الاجتماعية ولم يهتموا بالآخرين، فالمجرم يفكر في نفسه فقط، غير أن الكاتب يرى في تبرير المجرم لجريمته بعضًا من الشعور الاجتماعي، إذ يحاول المجرم التوفيق بين شعوره الاجتماعي ورغبته الشديدة في ارتكاب الجريمة عن طريق التماس الأعذار لجريمته، ويبرر الجريمة لنفسه قبل ارتكابها للتخلص من هذا الشعور الاجتماعي والتخلص من اهتمامه بأفراد المجتمع.
ولا يرتكب المجرم جريمته بسبب الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئة، لأنه مهما بلغ سوء الأوضاع الاقتصادية، فلا يمكنه أن يخلق مجرمًا أو يدفع بشخص سويّ إلى طريق الجريمة، ولكنه يُظهر محدودية السلوك الطيب لهؤلاء، ومدى استعدادهم للجريمة، فكل ما يحتاجون إليه لإتمام جريمتهم أن يكون الوضع الاقتصادي سيئًا.
يعد الإجرام مثالًا بسيطًا لما يمكن أن يحدث للمرء عندما يتبنى تعريفًا خطأً للحياة، ولكنه ليس الخطر الوحيد، فالاكتئاب والانحراف والانتحار طرائق مماثلة تستقطب أصحاب الفهم الخطأ لمعنى الحياة، فما الحل؟ كيف يمكن إنقاذ مثل هؤلاء الأشخاص من هذا المصير؟
الفكرة من كتاب معنى الحياة
إن الإنسان في رحلة لا تنتهي للبحث عن معنًى لحياته، ويقضي التاريخ بأن جميع البشر عرضة للانشغال في هذه الإشكالية، وربما أن بعض الأشخاص لديهم قابلية أعلى للانغماس في هذا الأمر أكثر من البقية، فقد تغنّى الفلاسفة بالسؤال عن معنى الحياة على مر العصور، ولم يجد أي شخص إجابة شاملة تستطيع أن تحدد قيمة مطلقة وثابتة لما يمكن أن تعنيه الحياة، ومن المحتمل أن يواجه الفرد هذه الأزمة في أي لحظة ممكنة، وسواء خضت رحلتك في البحث عن المعنى في الصغر، أو حين المرض والمصائب، أو مع سماع قصيدة مدهشة، أو بسبب مُلخص لكتاب على تطبيق بهاتفك، فيجب أن تعلم أن الإجابة التي ستضعها لهذا السؤال سوف تحدد حياتك بأكملها!
مؤلف كتاب معنى الحياة
ألفريد أدلر: طبيب نفسي نمساوي، بدأ حياته المهنية تلميذًا لسيجموند فرويد، وبعد ذلك أسَّس مدرسته العلاجية الخاصة المعروفة باسم “علم النفس الفردي”.
من أعماله:
الحياة النفسية: تحليل علمي لشخصية الفرد.
الطبيعة البشرية.
معلومات عن المترجم:
عادل نجيب بشري: مترجم مصري شارك في أعمال “المشروع القومي للترجمة” التي صدر منها هذا الكتاب، له ترجمات عدة، منها:
“الطبيعة البشرية”، لألفريد أدلر.
“مدينة الله”، لسانت أوجسطين.
“شال الصلاة”، لنيك كارتر.