مخاطر الإعلام البديل
مخاطر الإعلام البديل
بما أن وسائل الإعلام التقليدي والبديل لها دور كبير في التأثير في الرأي العام، فمن الطبيعي أن تظهر لهذا الدور آثار سلبية نتيجة لابتعاد ممارسي النشاط الإعلامي عن أخلاقيات المهنة، فتحدث نتيجة لذلك عمليات التزييف والتضليل الإعلامي وممارسة التحريض، وهناك اعتراضات كبيرة تُطرح اعتراضًا على الإعلام البديل بالتحديد بسبب استفادة الجماعات الإرهابية مما يتيحه لها هذا النوع من الإعلام، بداية من سهولة الوصول والتأثير واجتذاب المتعاطفين، وصولًا إلى بث الخوف والرهبة بين أفراد المجتمع، ويجيب الكاتب بأن الحل ليس في معارضة انتشار الإعلام البديل، وإنما في التعامل بمهنية مع الظاهرة الإرهابية من جانب وسائل الإعلام.
ولهذا يحتاج الإعلام البديل إلى ميثاق شرف مهني ملائم لطبيعته، ليتم من خلاله تنظيم عمليات النشر والتأكد من صحة المعلومات ومدى دقتها، وتجنب التضليل وتزييف الحقائق، وليس ذلك بهدف الحد من حرية التعبير والمعرفة، وإنما بحثًا عن حدود المسؤولية في إطار الإعلام البديل، ولكن الجدل الآن لا يدور حول أهمية تطبيق المسؤولية الأخلاقية والمهنية على الإعلام البديل من عدمها، وإنما يبحث عن الكيفية التي يمكن من خلالها تطبيق تلك المسؤولية على أرض الواقع، فيرى البعض أن محاولة وضع منظومة أخلاقية ومهنية تنظيمية للإعلام البديل تعد اقتراح حل تقليدي لمسألة غير تقليدية، فمن الصعب وضع إطار قانوني واضح يناسب جرائم الإنترنت والمخاطر التي تنتج عن سوء استخدام الإعلام البديل الذي يتجاوز الحدود والأبعاد التشريعية.
الفكرة من كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
هل يمكن أن يؤدي انتشار ما يعرف بالإعلام البديل أو إعلام المواطن والشبكات إلى اختفاء مهنة الصحافة التقليدية، أم إن عصر التقارب والاندماج | Convergence الذي نعيش فيه هو الذي يفرض على الإعلام التقليدي أن يتعاون مع الإعلام البديل، للحفاظ على قاعدة جمهوره واستغلال المزايا التي تضيفها التكنولوجيا المتطورة إلى مجال الإعلام؟ فبرغم الاتهامات التي تطال الإعلام البديل بأن من الصعب التمييز بين الكذب والحقيقة من أخباره ومعلوماته، يوجد دفاع لا يمكن الاستهانة به عن دور الإعلام البديل بمساعدة الإنترنت في رفع الوعي والمساعدة في كشف التزييف، وتوفير مساحة واسعة للتعبير والاحتجاج، وهذا ما يحاول المؤلف توضيحه في هذا الكتاب من خلال إنزال الإعلام البديل منزلته الحقيقية دون تقديس أو إجحاف.
مؤلف كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
د. خالد محمد غازي: كاتب وصحفي مصري، حاصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، يعمل رئيسًا لتحرير وكالة الصحافة العربية، وجريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، نال جائزة الدولة للإبداع عام 1996، ومن مؤلفاته المنشورة في مجال الإعلام:
الإعلام الناعم.. كيف يمكن تشكيل العقول؟
صحافة الخط الساخن: أطر قديمة وأخرى مستحدثة.
الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات في الخطاب والطرح.
ولديه عديد من المؤلفات في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، منها:
الطيب صالح.. سيرة وشهادات من محطات العمر.
مي زيادة.. سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر.