مخاطر الإدراك السلبي لصورة الجسد
مخاطر الإدراك السلبي لصورة الجسد
إن صورة المشاهير بأجسادهم الممشوقة وأناقتهم المفرطة المُعدَّلة بالبرامج التي التقطت في أماكن عجيبة، أصبحت تمثِّل خطرًا على الشباب والمراهقين لأنها غيَّرت فهم الشباب لما يبدو عليه الجسم الطبيعي، إلى جانب أنها أصبحت تمثل وسيلة ضغط على الشباب للوصول إلى معايير صورة جسد من الصعب بلوغها، ومن ثمَّ تسببت تلك المعايير صعبة المنال في انتشار ظاهرة عدم الرضا عن أجسادنا ومظهرنا، والذي له تداعيات خطيرة على الصحة البدنية والنفسية، كما أن من الأعراض الضارة لصور المشاهير أنها تضغط على الشباب للوجود باستمرار على المواقع وعلى مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ومواكبة الأصدقاء وإلا سيتم تركهم وتهميشهم اجتماعيًّا!
كما أن استهلاك الحديث عن النحافة والترويج لها أسهم في انتشار اضطرابات الأكل والإفراط في القلق من الشكل والوزن، والقيام بعادات سيئة مثل التقيؤ العمدي، كما أشارات الدراسات أن اتباع حميات غذائية والتوقف عنها عند الوصول إلى الوزن المطلوب قد يؤدي إلى عملية ارتداد إلى سلوكيات سابقة ونوبات من الشراهة عند تناول الطعام، إلى جانب أن الفتيات أصحاب الوزن غير النحيف يجدون تعليقات سلبية، فكثيرًا ما تظهر المرأة غير النحيفة في الأدوار التلفزيونية في موضع للسخرية والضحك، ما يؤثر في حالتها النفسية في الواقع، كما أن من مخاطر الصورة المثالية للجسد جعل الأنثى مادة قابلة للتشكُّل عن طريق عمليات التجميل وشفط الدهون، وهو شكل من أشكال تسليع الإناث.
رغم هذه المخاطر السلبية، فإن من العوامل الاجتماعية التي كان لها أثر إيجابي للحد من تأثير صورة الجسد في الفتيات كان “دور الأم”، إذ لوحظ في اليابان أن تعليقات الأم التي كانت من قبيل (لستِ سمينة، لستِ بحاجة إلى الاهتمام بشكل الجسد) حالت دون شعور الفتيات بتدنِّي الذات أو عدم الرضا عن صورة الجسد أو اتباع سلوكيات غير صحية.
الفكرة من كتاب الصورة المثالية للجسد.. بين المشاهير والواقع
تبيِّن الكاتبة في هذا الكتاب تأثير صورة الجسد المثالية، التي يروِّج لها الإعلام التقليدي كالتلفزيون والإعلام الحديث كمواقع التواصل الاجتماعي، على المراهقين وخصوصًا الإناث، وكيف أن هذه الصورة المثالية للجسد أصبحت سببًا في شيوع اضطرابات الأكل، واتباع أنظمة غذائية قاسية، إلى جانب عدم الرضا وكره الجسد.
مؤلف كتاب الصورة المثالية للجسد.. بين المشاهير والواقع
آية يحيى محمد: حاصلة على بكالوريوس الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام جامعة القاهرة، تشغل منصب مدرس مساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.