محمد بن عبد الوهاب.. سيرته ودعوته
محمد بن عبد الوهاب.. سيرته ودعوته
بدأت مسيرته العلمية على يد مشايخ بلاده في نجد ثم طوَّف بالبلدان كالبصرة وبغداد وكردستان سنوات كثيرة، ودرس التصوف والإشراق في أصبهان، ثم اعتزل الناس ثمانية أشهر ليخرج الشيخ بعد عزلته بدعوة التوحيد الخالص ونبذ أنواع الشرك من دعاء الصالحين وخصِّهم بما يختصُّ به الله وحده والتقرب إليهم بما لا يجوز صرفه إلا لله.. وكانت مظاهر سائدة في الجزيرة العربية وغالبية بلاد المسلمين.
سمَّى الشيخ وأتباعه أنفسهم بالموحدين، أما وصف الوهابية فأشاعه عنهم خصومهم، وكان أساس دعوتهم يقوم على أن الاعتقاد بأن الله هو مدبر الكون وحده والمستولي عليه ليس له في حكمه شريك ولا يُتقرَّب إليه بوسيط، لكن جموع المسلمين حادوا عن ذلك واتخذوا أولياء يحجون إليهم ويعتقدون فيهم النفع والضر بل واتخذوا جمادات ونباتات مثل شجرة الحنفي وبوابة المتولي في مصر، ونخلة المنفوخة في اليمامة، ومغارة الدرعمية التي تُزوِّج العانس!
كان لابن تيمية الذي سنا ضوؤه في القرن السابع الهجري كعالم مجدد مجتهد ومحارب لأنواع البدع وخرافات الصوفية وضلالات الفرق الكلامية- الأثر البالغ في توجهات دعوة ابن عبد الوهاب، وقد عكف على دراسة كتبه بعمق حتى إنَّ لابن تيمية رسالة بخط الشيخ ابن عبد الوهاب في المتحف البريطاني، وكلاهما دعا إلى إزالة كل ما يخالف الإسلام الصحيح والعودة بالإسلام إلى نقائه الأول، ويُرجع ابن عبد الوهاب التخلف والضعف النفسي الذي أصاب المسلمين إلى انحراف العقيدة واتِّكالهم على الأولياء لتصريف الأمور ونسب الخير والشر إليهم مما أورث فيهم الذلة وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخضوع لذوي النفوذ والسلطان.
الفكرة من كتاب من زعماء الإصلاح
هذا عرض سريع لحياة أربعة من الرجال المجددين، كان لجهودهم صدًى واسع وأثر عميق في نقل مجتمعهم نقلات جذرية، فمن تصفية العقيدة ودحض البدعة بفضل محمد بن عبد الوهاب، إلى نهضة تعليمية كبيرة على يد علي مبارك، إلى خطيب الثورة العرابية ومجدد الأدب عبد الله النديم، ثم تنبيه من الكواكبي عن طبائع المستبدين وأحوال البلاد والعباد.
مؤلف كتاب من زعماء الإصلاح
أحمد أمين: وُلد في حي المنشية بالقاهرة عام ١٨٨٦، وتُوفي عام ١٩٠٤، وتدرَّج في التعليم من الكتَّاب إلى الأزهر إلى مدرسة القضاء الشرعي، وعُيِّن لنبوغه مدرسًا بها في سن مبكرة ثم عمل قاضيًا في عدة محاكم شرعية، ثم اختاره طه حسين للتدريس في كلية الآداب وحصل منها على شهادة دكتوراه فخرية، وكان ميَّالًا إلى الإضافة والتجديد ويرفض الجمود والتصلب.
من مؤلفاته:
– سلسلة موسوعة التاريخ الإسلامي.
– سلسلة فيض الخاطر.