محطة البناء العلمي والثقافي
محطة البناء العلمي والثقافي
البناء العلمي له ثلاث مراحل: الغرس ثم الإنبات ثم الإثمار، ففي مرحلة الغرس عليك العمل بوصية النبي (ﷺ): “احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ”، فابدأ بنفسك أولًا بتخطيط بناء منهجي لطلب العلم، منه قدر لازم وهو العلم الشرعي، ولا يكفي المرء في هذا نشأته في بيئة متدينة لأنه يأخذ منها التديُّن لا أصل الدين.
ثم بعد ذلك تختار التخصُّص المناسب لقدراتك الحالية وما يمكن أن تكتسبه مستقبلًا من مهارات، ثم التوسُّع في قراءة مجالات مختلفة، لكن الثقافة ليست فوضى معرفية ولا تعني القراءة بكثرة أو في كل شيء، فإن أول آية نزلت في القرآن لم تكن فقط ﴿اقْرَأْ﴾ ولكن ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، فيجب أن تكون القراءة هادية إلى سبيل الرشاد، ويجب التنبه للأفكار التي يتم استخلاصها في بداية البناء العلمي، لأن القارئ يكون في جانب تلقٍّ فقط دون نقد للمحتوى.
ولا تتعجَّل إظهار حصائلك العلمية في هذه المرحلة لأن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، فاصبر حتى تتمكن، واعلم أن العلم كالمال كلما نما ازدادت زكاته، وزكاة العلم تعليمه بعد العمل به، أما في مرحلة الإثمار فتبدأ مرحلة العمل والتطوُّع بكثرة، ومع هذا تضع نصب عينيك أنك لم تبلغ بعد، فلا بدَّ لك من استراحة من وقت لآخر لمراجعة حصائلك العلمية والاستزادة منها.
وبسبب محدودية العمر يجب عليك انتقاء نوعية ما تقرأ من كتب، ويساعدك على الاختيار تصفح الفهرس وقراءة المقدمة، ثم اختيار موضوع يهمك وعندك سابق علم به ورؤية مناقشة الكاتب له؛ فإذا اخترت كتابًا معينًا فحدِّد حاجتك منه قبل البدء فيه، ولا تقرأ كل الكتاب بنفس الطريقة ولا بنفس السرعة، وبعض الكتب يحتاج منها إلى فصول قليلة فقط، واجعل من كل ساعة تقرأها عشرين دقيقة للتفكر واستخلاص الفوائد ثم تدوينها.
الفكرة من كتاب إضاءات على طريق بناء الذات
يظل الإنسان غارقًا في ملهيات الحياة حتى تأتي اللحظة التي يفيق فيها ويسأل نفسه: كيف السبيل لتدارُك ما فات واستغلال الوقت القادم؟ فيحتاج حينها إلى إضاءات يستنير بها على طريق بناء الذات، تبدأ بتصحيح الرؤية للحياة، ثم كيفية تنظيم الوقت، ثم طلب العلم والمعرفة، ثم طريقة إدارة الخلافات مع الناس، حتى نصل إلى قرار اختيار شريك الحياة.
مؤلف كتاب إضاءات على طريق بناء الذات
هدى عبد الرحمن النمر: كاتبة ومستشارة تربوية ومحاضرة في الأدب والفكر وبناء الذات، حاصلة على ليسانس ألسن قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، عُيِّنَت معيدة بالقسم بعد التخرُّج، ثم استقالت بعد أربع سنوات للتفرُّغ للتأليف والتعليم المفتوح، ولها مدوَّنتها الخاصة (مِسْك).
من مؤلفاتها:
الأسئلة الأربعة لضبط بوصلتك في الحياة.
البعيد والقريب.. مجموعة قصصية مترجمة.
رواية سلمى قصة الحب والقدر.