محاولة تغيير الآخرين وإسداء النصائح
محاولة تغيير الآخرين وإسداء النصائح
إن المنطق السليم يخبرنا أنه لا ينبغي أن نهدر الوقت على أمور لا يمكننا تغييرها، وهذا ينطبق على الناس كما ينطبق على المواقف، ومع ذلك يقع معظمنا في فخِّ محاولة تغيير الناس، ليصبحوا كما نود، وكثيرًا ما نغالي في تقدير قدرتنا على تغيير الآخرين بمن فيهم الأهل والأصدقاء والأحباب، معتقدين أننا نحوِّلهم بذلك إلى الأفضل، إلا أن ذلك تبرير لمحاولات التلاعب بهم ليصبحوا كما نريد أن يصبحوا! فليس من حقنا أن نجري جراحة نفسية -قد تكون ضرورية- لبعض الناس حتى يكونوا سعداء، إذ يجب أن نحترم حقهم في العيش كما يشاؤون، فما تراه من أن طريقة عيش أحدهم بائسة، ربما هو أيضًا يرى طريقة عيشك بائسة، فمن على حق إذن؟!
كما يجب ألا تهدر الوقت في حل مشكلات أشخاص لا يريدون لمشكلاتهم أن تُحل، فالناس السلبيون لا يرغبون في أن يتغيَّروا، لذا فإن من أهم الأمور التي لا ينبغي لك الإقدام عليها هو الزواج من شخص على أمل أنه سيتغيَّر، فالناس لا تتغيَّر إلا إذا كانوا يرغبون حقًّا في التغيير.
كما أن محاولتك إسداء النصيحة قد تصيبك بالخسارة، فقد تكون نصيحتك مفيدة، لكن عندما يكون على متلقِّيها بذل الجهد، فعلى الأرجح سينبذها، مهما كانت دوافعك نبيلة، بل وقد تصاب علاقتك بالتوتر في حال أصررت عليها، فلن يدركوا أنك تريد مساعدتهم، بل سيرون في نصيحتك أنك شخص انتقادي، والناس لا يحبون أن يكونوا محل انتقاد، أو يظهروا بمظهر المخطئين، وقد تأتي نصيحتك على عكس ما يتمنَّون، لذلك قال بيلينجس: “عندما يأتيني شخص سعيًا وراء النصح، أتوصَّل إلى معرفة ما يريده وأنصحه به”، لذلك لا تتورَّط في شؤون الناس الخاصة خصوصًا إذا لم يطلب منك أحد ذلك.
الفكرة من كتاب فكِّر تنجح أكثر!
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب مجموعة من الدروس المختلفة التي تعلَّمها في الحياة، والتي يعلمها معظمنا، لكن لسببٍ ما نرسل بها إلى غياهب النسيان، فنحن نعرف كثيرًا من الأمور، والتعلُّم هو اكتشاف ما نعرفه، بينما التنفيذ هو إثبات ما نعرفه، وكما قال مارتن فانبي: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس بوسعك العيش بما يكفي لارتكابها بنفسك والتعلُّم منها”.
مؤلف كتاب فكِّر تنجح أكثر!
إيرني زيلنسكي : هو كاتب أمريكي له مؤلفات عدَّة في التطوير والنمو الشخصي، ولديه تسعة مؤلفات، منها:
اعمل أقل تنجح أكثر.
فكِّر تنجح أكثر.
The Joy Of Not Working.
المترجمة: مايا كوراني