محاولات تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب
محاولات تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب
هناك عدة أنواع من المسلمين ممن يحاولون تحسين صورة الإسلام في الغرب، منهم من يفعل ذلك لغرض مادي، وهناك من يظن أنه يقوم بعمل محمود سيجازيه الله عليه، وهناك من يفسر مبادئ الإسلام تفسيرًا يجعله أقرب لمبادئ الغرب ليثبت لهم أنهم لا يختلفون عنا كثيرًا، وأنه لا داعي للقلق من الإسلام، وهناك من يريد التهليل له في الغرب فيسارع باتهام المعادين للغرب من العرب والمسلمين بالكفر، وهناك من يرغب بتحسين صورة الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر، فينادي بأن السبب الحقيقي وراء هذه الأحداث هو انحياز السياسة الأمريكية لإسرائيل، ويكون بذلك قد أثبت الاتهام بأن مرتكبي أحداث 11سبتمبر هم المسلمون، رغم عدم وجود دليل يثبت ذلك.
فهل يعتقد هؤلاء أن ما يقوله الغرب عنا وما يفعله بنا هو نتيجة سوء فهم يحتاج إلى تفسير؟ هل حقًّا يعتقدون أن الغرب تنقصهم معرفتنا، بعدما احتلونا لأكثر من مئة عام؟
إن لهجة الغرب عن العرب والمسلمين اليوم مسيئة وليس فيها أي رغبة لمحاولة فهم المسلمين ودينهم، وذلك من المفترض ألا يترك لنا مجالًا لتبادل الحديث معهم، فما الفائدة التي ستعود علينا نحن العرب والمسلمين إذا تحسنت صورتنا عند الغرب؟ ولماذا لا يأتي إليَّ من ينقصه الفهم بدلًا من أن أذهب أنا إليه لتجميل صورتي؟! إن جميع هذه المحاولات لا تأتي أبدًا في صالح تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب، بل تنصب في إذلال النفس واحتقارها.
وإن الدين الإسلامي يتميز باختلافه عن بقية الأديان ولا يجوز أن يتم التحريف فيه لإرضاء الآخرين، فعلى المسلم الحق أن يفهم دينه ويعتز بمبادئه مهما كان اختلافها عن مبادئ الحضارات والثقافات الأخرى، وإن أفضل الطرق للتصدي للإرهاب أن تُصبح الدول المُطلقة على نفسها أنها ديمقراطية، أكثر ديمقراطية فعلًا، وأن تكف عن التدخل في شؤون غيرها من الدول.
الفكرة من كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001
إن العرب والمسلمين ظلوا لقرون عديدة أكثر أمم الأرض تقدمًا في جميع المجالات، وحتى في آخر قرنين ظهرت العديد من التجارب العربية الواعدة التي أجهضها التدخل الأجنبي، فالتاريخ يُثبت أن العرب والمسلمين ليسوا أقل قدرة من غيرهم على تحقيق نهضة شاملة، فقد كان الوطن العربي دائمًا مطمعًا للقوى الخارجية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، عاش الإنسان العربي في سياق ثقافي عالمي ساهمت المؤسسات والأنماط السائدة في إفقاره وتهميشه.
إن ثمة حربًا واسعة وكبيرة تُشن اليوم ضد العرب والمسلمين، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، فالغرب في النهاية قد اتخذ من الأفكار الأكثر خبثًا مِشجَبًا ليعلن الحرب على الإسلام، ويكون هو عدوه الأيديولوجي الجديد الذي يمكن استغلاله من أجل تحقيق مصالحه الاقتصادية والسياسية.
مؤلف كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001
جلال أمين: وُلد عام 1935م، هو عالم اقتصاد وكاتب ومفكر مصري بارز، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وعمل أستاذًا للاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا.
أهم مؤلفاته:
ماذا حدث للمصريين؟
عصر الجماهير الغفيرة.
خرافة التقدم والتأخر.