مجالس القرآن
مجالس القرآن
اعتنى السلف (رضوان الله عليهم) عناية بالغة بكتاب الله عز وجل، وهذه العناية من آثار اتِّباعهم لهدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويتبيَّن ذلك التعاهد من محبتهم للقرآن وإقبالهم عليه، وعنايتهم به، وتعدُّد أوجه العناية بالتلاوة، وحزنهم إذا ضاع حزبهم، وعنايتهم بحفظ القرآن، وقيامهم الليل به، وجميل اعتنائهم بتعلُّم القرآن وتعليمه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل هذا، كما اعتنوا بالقرآن وحملته فوقَّروهم وقاموا بحقوقهم، واعتنوا بفهم القرآن وحثُّوا عليه واجتهدوا في ذلك أشد الاجتهاد، فلم يكونوا ليتركوا أورادهم بل كانوا يقدمونها على غيرها، وكانوا يعملون بالقرآن تأسِّيًا بنبيهم (صلى الله عليه وسلم)، وكانت لهم أحوال ومواجيد عند قراءة القرآن، والاستماع إليه، وكانوا يحذرون أهل القرآن من الانشغال عنه.
فالقرآن مورد يرده الخلق، وكلٌّ ينال منه على مقدار ما قسم الله له، ويشير الكاتب إلى أن بعض ما يسميه الناس تدبرات وخواطر، إنما هي في الحقيقة أمنيات، أي إنه يتمنى أن تكون الآية كما يتمنى هو لا ما هي عليه على الحقيقة، فينبغي الحذر من أن تحمل الآيات على ما تريد، فإنه اتباع للهوى، أعاذنا الله منه.
وتعد مجالس القرآن هي مجالس النور، والقرآن قد جاء من عند الله، والذي جاء به روح مطهرة، فما للأرواح الخبيثة عليه من سبيل، ومن يصطفيه الله لمجالس القرآن هو مؤمن طاهر القلب يُحب الله وكلامه، ويشير الكاتب إلى مشروع “مجالس القرآن”، للشيخ فريد الأنصاري، ويعده مسلكًا تربويًّا مبسَّطًا؛ لسلوك طريق النور؛ بقصد التعرُّف إلى الله، ولمجالس النور ضوابط كتجريد القصد لله وتحيُّن أوقات الانشراح للقرآن، وتحديد الأهداف من المجلس، والضابط لسير المجالس ونجاحها هو الحفاظ على ميثاق القرآن العظيم، والالتزام به بقوة.
الفكرة من كتاب المشوِّق إلى القرآن
القرآن الكريم هو دستور المسلمين، الكتاب الذي أُنزل على نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكان معجزته إلى العالمين، ختام الكتب السماوية لخاتم النبيين والمرسلين، وحي من رب السماوات والأرض أرسله إلينا كي نتعرض له ونحيا به ونموت عليه، يقول الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
إنَّ المكتبة الإسلامية عامرة بالكتب التي تتحدَّث عن عظمة القرآن وأهميته وطرق تدبُّره والانتفاع به، وكتاب “المشوق إلى القرآن” يعد إحدى تلك المحاولات الجادة، الذي يهدف إلى بعث الشوق في نفس القارئ ليقبل على كتاب الله تعالى وينهل منه.
مؤلف كتاب المشوِّق إلى القرآن
عمرو الشرقاوي: باحث مصري في مجال علم التفسير وعلوم القرآن، شارك في عدد من الأعمال العلمية المنشورة، كما أن له مقالات عديدة في علوم القرآن.
له عديد من الكتب والمؤلفات أبرزها:
الدليل إلى القرآن.
القرآن الكريم في حياة الآل والأصحاب.