مثلث الوقاية: المناعة.. اللياقة.. الأعصاب
مثلث الوقاية: المناعة.. اللياقة.. الأعصاب
قد أكدنا الدور الذي تلعبه الفواكه والخضراوات والعسل والثوم وزيت الزيتون بما يحتويه من مضادات للأكسدة ومثبطات للجراثيم والميكروبات في حماية الجسم من السرطان والتهابات المعدة، ونَزيد أنها تقي الإنسان أمراض الحساسية والتهابات المفاصل والأنفلونزا، ومما يَزيد أيضًا من مناعة الجسم، الصلاة والصيام، إذ وُجِدَ أنها تخفف من الاضطرابات العاطفية والعقلية وتقي الإنسان الإدمان، كما أن الصيام يقيه الأمراض ويزيد المناعة، ومن العوامل المهمة أيضًا في زيادة المناعة الحفاظُ على قدر مناسب من الاسترخاء والنوم، إذ إن الإجهاد المستمر يضعف من المناعة والصحة النفسية للإنسان، وتزيد المشاعر السلبية كالغضب والحقد والقلق من خطر الإصابة بجلطة قلبية أو سكتة دماغية.
والرياضة أفضل وسيلة للوقاية من أمراض السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، فبجانب أنها تزيد من لياقة الجسم وحيويته، فهي تنشط المناعة وتقويها، ولكن ينبغي الحذر لمن لم يعتد جسمُه ممارسةَ الرياضة ألا يندفع إلى ممارستها بما قد ينهك الجسد ويسبب له إجهادًا قد يعرضه للخطر، وخصوصًا من تعدى الأربعين من عمره والمدخنين وأصحاب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري وغيرهما، يجب في البداية استشارة الطبيب وتحديد المستوى المناسب من النشاط الذي سيقدر جسمك على بذله، ثم التدرج ببطء حتى تصل إلى المستوى المنتظم المرجو من التمارين.
وللصحة النفسية دورها، فكلنا نتعرض لضغوطات قد تسبب إجهادًا للجهاز العصبي يصل إلى انهيارات لبعض منا، وهي قد تبدو انهيارات مفاجئة إلا أنها أتت بعد عديد من الإشارات والإنذارات من الجسد، التي إن بكّرت في ملاحظتها تمكنت من تجنب خطر الانهيار العصبي، ومن تلك العلامات الثوران على أتفه الأسباب، وسرعة العصبية التي يتبعها إحساس بالضيق والهم، والاستيقاظ من النوم في حال من التعب والإعياء الشديدين، وضعف القدرة على التركيز والتفكير السليم، وأيضًا الصداع المستمر المتكرر قد يكون أحيانًا سببه الإجهاد العصبي.
وملاحظة تلك الأعراض في بدايتها قد تعني الإصابة بالإجهاد العصبي، ولتجنب الانهيار يمكنك أخذ إجازة ولو لفترة قصيرة، كما أن البوح بالمشكلة للمقربين يساعد على التغلب على تلك الضغوطات، ولتجنب تلك الضغوطات والوصول إلى راحة أكبر لأعصابك، يمكنك التغيير من عاداتك كأن تمشي بايقاع أهدأ، وأن تأخذ وقتك في أداء عملك، وأيضًا أن تدون كل مواعيدك وتحتفظ بأوراقك المهمة بشكل مرتب، ولا تعتمد على المنبهات كالكافيين والنيكوتين في تحسين مزاجك، واحرص على تعويض ما نقص من ساعات نومك في نهايات الأسبوع.
الفكرة من كتاب شبابك.. كيف تحافظ عليه؟
كلنا يشعر في مرحلة ما أن الشباب قد انتهى، ولكن ما يختلف من شخص لآخر ليس مظاهر الشيب وتدهور السمع وضعف البصر، بل ما يعتقده الشخص في نفسه، وهل ما يزال شابًّا أم إنه كبر على تلك الأفعال، فجزء كبير من معنى الشباب أن تكون قادرًا على الأعمال التي تريد القيام بها، لا أن تبدو شابًّا في الشكل فقط.
ومن هنا يأتي دور هذا الكتاب الذي يعرض طرائق للمحافظة على صحة الشباب التي تملكها، وطرائق للمحافظة على ما بقي منه إن بدأت آثار الشيخوخة بالظهور عليك بالفعل، كما يحسن كثيرًا من وجهة نظرك تجاه جسمك، ويوضح كيف تحافظ عليه وعلى أعضائك ومظهرك من خلال الطعام الذي تأكله والطريقة التي تفكر بها والعادات التي تمارسها.
مؤلف كتاب شبابك.. كيف تحافظ عليه؟
حسان شمسي باشا: طبيب سوري حاصل من جامعة دمشق على شهادة الدراسات العليا في الأمراض الباطنية عام 1978، حازت رسالته “اعتلال العضلة القلبية” على درجة الشرف الأولى، ثم سافر إلى بريطانيا للتخصص حيث مكث عشر سنوات، تخصص بأمراض القلب، وعمل باحثًا زميلًا في أمراض القلب في مستشفى جامعة مانشستر لثلاث سنوات، ذهب إلى المملكة العربية السعودية عام 1988 ليعمل استشاريًّا لأمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، من مؤلفاته:
أسعد نفسك وأسعد الآخرين.
الضغط المرتفع.. الأسباب.. الأعراض.. العلاج.
هكذا كانوا يوم كنا.