متى يطلع فجر التغيير؟
متى يطلع فجر التغيير؟
إننا جميعًا نعرف آثار الاستعمار على الدول المستعمرة بعد خروج المستعمر منها، وأنه يتركها بعد امتصاص خيراتها وكسر شوكة شعبها في تخلف في شتى المجالات، لكن الاستعمار ليس عذرًا دائمًا للتخلف، فمؤخرًا تقدمت اليابان وأصبحت دولة صناعية وتكنولوجية منافسة وكانت مستعمرة أمريكية ومحتلة عسكريًّا، وألمانيا الغربية حققت تقدمًا صناعيًّا وهي مستعمرة أمريكية ومحتلة عسكريًّا، وكوريا الجنوبية التي أصبحت منفردة ببناء الصناعة للعالم العربي وهي كانت محتلة عسكريًّا، وهناك دول أخرى تتخلف وتسقط نحو الهاوية دون أن يمسها الاستعمار!
وهذا يشير إلى وجود نوع جديد من القوة؛ قوة تستمد وجودها من اندفاع الشباب للأخذ بأسباب العلم واللحاق بالتطور التكنولوجي ومسابقة الخصم في ميدانه وملاقاته على مائدته ويتحول النشاط الجموعي لهؤلاء الشباب إلى إنتاج ثم إلى ثروة وقوة مادية وقدرة سياسية تكسب احترام الخصم قبل الصديق.
والقوة الجديدة عصبها الحرية وركيزتها الاقتصاد الحر، وقد تنمو هذه الركائز في بلد إسلامي مستنير متطور أكثر ما تنمو في أي بلد آخر؛ فالمطلوب لكي تنهض بلادنا هو تدين يصل إلى ذروة الأزمة الوجودية التي تغير صاحبها وتصهره لتخرج به من حيوانيته إلى إنسانيته.
إن ما نحن فيه هو الليل المظلم الذي يسبق الفجر وربما طال الليل واشتد سواده ولكن لا بدَّ للفجر أن يطلع؛ فالفجر قادم.. وحسب كل منا أن يسهر على معركته الخاصة الفاصلة ليتعجل ميلاد فجره الخاص من خلال محنته هو وعذابه هو وأزمته الوجودية الخاصة، عليه أن ينتصر على شهواته في معركته الخاصة إذا أراد لمسيرة النور أن تهزم جحافل الظلام التي تزحف على العالم من جميع أقطاره.
الفكرة من كتاب أيها السادة اخلعوا الأقنعة
يناقش هذا الكتاب فكرة الصراع العربي الإسرائيلي وكيفية إدارة القوى الكبرى للنظام العالمي، وكيف لدول أن تتقدم وهي تحت الاستعمار، وما سبيل النهوض بالأمة العربية والإسلامية.
مؤلف كتاب أيها السادة اخلعوا الأقنعة
مصطفى محمود؛ طبيب وكاتب مصري. له الكثير من المؤلفات التي تتنوع بين العلمية والاجتماعية والسياسية والدينية التأملية، منها:
رحلة للجنة والنار.
عصر القرود.
في الحب والحياة.
وبدأ العد التنازلي.
السؤال الحائر.