متى يجب التغيير؟
متى يجب التغيير؟
عادة ما تميل الطبيعة البشرية إلى التسويف في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأشخاص، حتى حين تتدهور الأمور، وبخلاف المطلوب، يتم التحرك ببطء وعدم مجازفة، والسير بمبدأ “لا تصلح ما لم ينكسر بعد”، وهو ما يؤدي إلى تأجيل اتخاذ القرارات المهمة المرتبطة باختيار الموظفين حتى يفوت الأوان، وهذا التباطؤ غير مطلوب في وقتنا الحالي مع تسارع وتيرة العالم، إذ يجب المبادرة باتخاذ مثل هذه القرارات بخطًى ثابتة، ويقول “جاك ويلش”: يعمل القادة على تطوير فريق عملهم بلا كلل، مستغلين كل مواجهة كفرصة للتقييم، والتدريب، وبناء الثقة.
تجري تغييرات الموظفين عادةً،كردِّ فعل للتغيرات المفاجئة في الأداء المؤسسي كإطلاق مشروعاتٍ جديدة، والتعامل مع مشكلات مرتبطة بالأداء، ومواكبة حالات النمو والنجاح، وتطبيق استراتيجياتٍ جديدة. ولاتخاذ القرارات الصحيحة عند اختيار الموظفين أهمية جوهرية، لوجود تحدياتٍ بارزة تواجهها المشروعات الناشئة وانخفاض معدلات نجاحها، ويعد وضع أشخاص محدودي الكفاءة أو الأقدمية لتولي مسؤولية المشروعات الجديدة، خطأً فادحًا كثيرًا ما ترتكبه الشركات، إذ يصعب رصد الأداء في السياقات الجديدة غير المعتادة، وغالبًا لا تُطلق صفارات الإنذار إلا بعد فوات الأوان.
إن الاستثناء الوحيد في مجال الأعمال هو الأقدار الإلهية، فلا يمكننا ردها أو حتى التنبؤ بها، والسؤال هنا: هل تمتلك شركتك خطة تعاقب جيدة؟ ألديك شخص واحد بإمكانه الأخذ بزمام الأمور في حالة وقوع حوادث طارئة؟ ما يجب أن يثير القلق الحقيقي هي أفعال البشر، لذا يجب التنبؤ ودراسة السيناريوهات المحتملة، التي قد تستدعي تغييرات في الأشخاص، وكيفية الاستجابة لها بأقل قدر من الخسائر الممكنة.
في نهاية المطاف ستُنفذ قرارات التغيير، يقول “جيم كولينز” عن الشركات الناجحة في تنفيذ هذه القرارات “إنها تتصف بالحزم إذ لا تُجري إقالات تعسفية أو عبثية في الأوقات العصيبة”، لذا حين تدرك أن الوقت قد حان للتغيير، تذكر أن شعارات الشركات الناجحة، هي “حزم بلا قسوة.. نزاهة بلا غلظة”.
الفكرة من كتاب فن اختيار أفضل الموظفين.
إن النجاح الشخصي لأي مدير، مبنيٌّ على قدرته على اختيار الأشخاص المناسبين للانضمام إلى فريقه، فالمؤسسات في نهاية المطاف ما هي إلا موظفوها، وعادةً ما نجد أن المؤسسات الناجحة تجيد حل معضلة الموظفين، بالعثور على أنسب الأشخاص لكل وظيفة، واستقطابهم، وتعيينهم، وترقيتهم، واستبقائهم بها. كما أنها لا تكتفي بنجاحها في توظيف الأكفاء، وإدرار الأرباح على مالكيها، بل تسعى للارتقاء بمجتمعنا، إذ أن الشركة الناجحة الغنية بالموظفين المتميزين، ترفع من مستوى معيشتنا، وتُعلي تطلعاتنا، وتمنحنا أملًا في المستقبل.
مؤلف كتاب فن اختيار أفضل الموظفين.
كلاوديو فرنانديز اراوس، هو باحث وأستاذ جامعي أمريكي، حاصل على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال، من جامعة ستانفورد، أجرى نحو ثلاثمئة بحثٍ تنفيذي، وشارك في ألف وخمسمئة بحثٍ آخر، ويعمل في مجال البحث عن أفضل الموظفين وتنميتهم منذ عقدين من الزمان.
معلومات عن المترجم:
نيرة محمد صبري: تعمل لدى مؤسسة هنداوي، وهي مُترجمة حرة في مؤسسة نهضة مصر، ترجمت عدة كتب صدرت عن المؤسسة، منها:
ألعاب العقل.
هجرات عظمى.
كتاب الطهي لأميرات ديزني.