متى وكيف وأين تجلس؟
متى وكيف وأين تجلس؟
يعلِّمنا ديننا الحنيف آداب الجلوس والقيام شروطه وحدوده، مهذبًا سلوكنا عند الدخول والخروج وفي التحرُّك والقعود داخل المجالس وخارجها، وله من التفاصيل والتوجيهات في ذلك ما يجعل للشريعة الإسلامية السبق والفضل والعظمة، وهذا من رحمة هذا الدين وكمال عنايته ورعايته مصداق قوله (جل وعلا): ﴿وَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾.
لا يليق بالمسلم أن يجلس وهو في رفقة إخوانه ويصدر منه ما يثير كراهيتهم أو اشمئزازهم، كالبصق والتثاؤب في وجوههم أو التجشُّؤ، أو كوضع أقدامه في غير موضعها اللائق من راحتهم أو الإكثار من القهقهات أو النحنحات أو كالمبالغة في إصدار الأصوات المزعجة أو الحركات المخلَّة، ومن آداب المجالس التي ينبغي التنبُّه لها هي عدم الجلوس في وسط المجلس لما رواه الترمذي: “حدثنا سويد أخبرنا عبد الله، أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي مجلز أن رجلًا قعد وسط الحلقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد، أو لعن الله على لسان محمد (صلى الله عليه وسلم) من قعد وسط الحلقة”.
ويعتبر التفريق بين اثنين جالسين دون رغبتهما من المناهي التي قد تُشعِر الآخرين بقلة الاحترام وتبعث في أرواحهم الكراهية والمعاداة، وقد حذَّر النبي من ذلك في قوله: “لا يحلُّ للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما”.
كما أن الجلوس في مكان رجل ترك مكانه فارغًا لحاجة له من المنهيات، ويعدُّ التصدُّر في حضور الكبار والاستيلاء على مقاعدهم من قلة التوقير والاحترام لأن إجلال الكبار وإنزال الناس منازلهم مما حرصت الشريعة عليه، لتسود بذلك بين المتجالسين كبارًا وصغارًا مشاعر الود والأنس، والإجلال والرحمة، ويعمُّ الوقار والمحبة مجالس والإخوة والأخلاء.
الفكرة من كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
للمجالس والمحادثات آداب وحدود وحقوق وواجبات قد يجهل معظمنا الكثير منها، هل فكرت يومًا في الجدوى من مشاركتك في نقاش أو مجلس ما؟
أم هل تساءلت مرة عن حدود الكلام التي لا ينبغي لك تجاوزها وأنت تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين؟ أين تجلس ومتى تسكت وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟
في هذا الكتاب ستجد مجموعة من التوجيهات والضوابط والتحذيرات التي يمكن أن تساعدك على الاستزادة من الأدب والتحلِّي بالحلم والتخلُّق بالأخلاق القويمة في حديثك ومجلسك.
مؤلف كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، من مواليد مدينة الرياض، درس الابتدائية والمتوسط والثانوية في الرياض وتخرج في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بعدها بقسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في أم درمان بالسودان، ثم حصل على الماجستير في كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”، والدكتوراه في كتاب “القصيدة التائية” لابن تيمية (رحمه الله).
ومن مؤلفاته العلمية:
التوبة وظيفة العمر.
مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة.
الإيمان بالله.
لا إله إلا الله، معناها، أركانها، فضائلها، شروطها.