متى نكون عُرضة للعلاقات السامة؟
متى نكون عُرضة للعلاقات السامة؟
تعتمد طبيعة العلاقات التي نكونها على شخصيتنا ومدى وعينا باحتياجاتنا وحدود قدراتنا واحترامنا لذواتنا، فقبل أن نتعلم كيف نحترم الطرف الآخر لا بد من أن نتعلم كيف نحترم ذواتنا، فالفرد يُهمل ذاته عندما يتقمص دور الضحية وينتظر أن يشعر به الآخرون، لكنه لا يُدرك أن لا أحد يكترث، وأن رصيد عطائه سينفد يومًا ما، وعندما يطلب يد المساعدة، أول من يتخلى عنه هم من قدم إليهم التضحيات بسخاء، لذا ينبغي لكل فرد أن ينسحب من حياة الآخرين ليبدأ الاهتمام بذاته وممارسة شغفه، وليتمكن من ذلك عليه أن يتغلب على ثلاث عقبات، العقبة الأولى: الاعتقاد بأن الأوان قد فات على التغيير، والعقبة الثانية: مقارنة النفس بالغير مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط، العقبة الثالثة: التكتف بكلام الآخرين.
إذ لا يجب أن نسمح للآخرين بفرض سيطرتهم على حياتنا واختراق حدودنا، فالحدود هي الأسوار العالية التي تحمي الحياة من تعديات الآخرين، وهي الإشارات التحذيريَّة التي تُنبه الآخرين لوجود شيء ما يفوق احتمالك، وتذوب عندما يُقدِّم الفرد التضحيات والتنازلات بشكل غير مُعلن في بداية العلاقة، فيُطالِب الطرف الآخر بمزيد من التنازلات، ويُلبي طلبه من أجل الحفاظ على العلاقة، ولإيقاف هذا الاستنزاف لا بد من وضع الحدود التي تُرسم بالتصريح عن القيم والمبادئ وما يُعد انتهاكًا للحقوق وابتزازًا للمشاعر، وبتعلم قول كلمة “لا”، .
الكلمة التي يخشى استخدامها البعض خوفًا من بطش الطرف الآخر أو الفقد والشعور بالعزلة أو الشعور بتأنيب الضمير، فيبدأ في الاستسلام لسيطرة الغير، وتقديم مصلحته على المصلحة الشخصيَّة، والنتيجة هي شعوره بمزيد من الاستنزاف والضغط الشديد، لذلك ينبغي تعلم قول “لا” بطريقة لا تجرح الطرف الآخر، فيُمكن اقتراح وقت آخر مناسب للمساعدة، أو شرح أسباب الرفض، فلا يُفضل استخدام هذه الكلمة لاستعراض العضلات وترسيخ الندية، بل لحماية الذات مما يفوق احتمالها
الفكرة من كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
هل سبق وشعرت في أثناء تعاملك مع شخص ما باستنزاف صحتك النفسيَّة والجسديَّة؟ وهل شعرت أن علاقتكما تتسم بعدم الأمان بسبب التوتر المستمر والشعور الدائم بالتهديد؟ ومن منكما يكون محقًّا؟ هل الطرف الآخر مُحق في كونك السبب وراء هذا التوتر؟ أم إنه هو السبب؟ هل يعقل أن كليكما السبب؟ ولكن مهلًا.. أيًّا كان السبب، لماذا تستمران في هذه العلاقة؟!
سنسكتشف من خلال هذا الكتاب العلاقات السامة وأثرها، وسر الوقوع فيها والتمسك بها، بالإضافة إلى بعض الأوبئة أو الفيروسات التي تتسبب في إفساد العلاقة.
مؤلف كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
تعافيت: طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية.