متى نتحرر من عبادة الأصنام؟!
متى نتحرر من عبادة الأصنام؟!
يتساءل الكاتب متى يتحرر الإنسان من عبادة الأصنام؟! فيجيب بعضنا أننا في عصر العلم وانتهاء الشرك بلا رجعة ولم تعد هناك أصنام، ولكن كان لمصطفى محمود رأي آخر، وهو إننا في الجهالة بعينها ولو تكلمنا بلغة الإلكترونات، إنما اختلفت أسماء وصور ونوع الأصنام إلى:
1- جسد المرأة العاري، لقد أصبح ماركة مسجلة نروج بها لأي بضاعة وهي عامل مشترك في كل الأفلام والمسرح وعلى المجلات وعلب الشوكولاته وزجاجات العطر، وكأنما لا وسيلة لجذب الانتباه إلا بها، فأصبحت الذكر والابتهال العصري، تسفح لها الدموع وترتل الأغاني وتؤلف المسلسلات، وكل حلقة تشحذ الذهن لانتظار الحلقة التي تلقي فيها البطلة ثيابها.
2- فاترينة البضائع المستهلكة، التي تتحلق حولها العيون مبهورة، فتكاد تركع للثلاجة والساعة والسوار الماسي والابن يقتل أباه لنيل هذه الفاترينة.
3- هيكل المذهب السياسي، لا يُرى فيه إلا ما يأمر به مذهبه، ويعيش بفكر مقلوب، وهذا هو عابد الصنم الأجوف وقصاصات الورق.
4- الدكتاتور الجالس على العرش وحوله الهتّافون والمصفقون، تزفه الأناشيد، وكأنه الرزاق والمعين.
5- صنم الذات وهو أكثرها انتشارًا؛ فالمرأة تعبد جمالها، والرجل يعبد أناقته. والفنان بفنه، إلخ.
ويعدُّ المال أيضًا في هذا العصر المادي صنمًا في حد ذاته، وقد يختفي صنم “الذات” وراء صنم “العصبية” للعائلة والعرق وكلها أصنام، وعابد الله لا بدَّ أن يتحرر منها جميعًا.
الفكرة من كتاب الروح والجسد
يتحدث الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب عن طرفين نقيضين يتصارعان، وبينهما يعيش الإنسان في مشقة وتعب، فيتناول الكاتب هذا الصراع من زوايا مختلفة، إذ يناقش عدة قضايا منها: “الصمت والروح والجسد والماء والأصنام والحب والعداوة” وغيرها من الموضوعات التي تهم الإنسان.
مؤلف كتاب الروح والجسد
مصطفى كمال محمود، مفكر وطبيب وأديب مصري، درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية.
أنشأ مسجده في القاهرة، ويتبع له ثلاثة مراكز طبية، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفًا للجيولوجيا.