متى تكون مستمعًا سيئًا؟
متى تكون مستمعًا سيئًا؟
إن الاستماع والاستجابة لغز سهل ممتنع قد يحسن استخدامه في أوقات ومع أناس ولا يصلح مع آخرين وفي أوقات أخرى؛ لهذا يتطلَّب الأمر الكثير من التريُّث والاستبصار وقراءة المشهد والعلم بحال المستمع له وتوقيت الاستماع ودراسة الموقف من كل الجوانب والاعتبارات.
وإذا ما أردنا أن نعرض مجموعة من التحذيرات حول الأوقات والأوضاع التي يكون فيها الاستمرار في الاستماع غير مجدٍ، أو مؤذيًا للطرف المقابل، سنبدأ بفكرة العجز عن التقبُّل، فإذا ما شعرت بأنك عاجز عن تقبُّل للآخر توقَّف عن الحديث وأنهِ المحادثة بشكل لائق فورًا لأن إرغام النفس على تقبُّله أو مواصلة الاستماع إليه غير نافعة وقد تسبِّب له الإحراج والأذى العاطفي.
ويعدُّ الاستماع الانفصالي، أي الاستماع للآخر دون حضور ذهني أو انتباه نفسي ودون استحضار لهمومه وأحاسيسه من عوائق تقارب وجهات النظر ومن موانع حسن التفهم، حتى عندما تكون الأهداف غير ملائمة والدوافع غير متوافقة يتحوَّل الاستماع من أسلوب حميم للتواصل إلى عبء، كما يعكِّر الأمانة والصدق في التفاعل.
كما أن الاستماع في حالات الضجر أو الغضب أو عدم التفرُّغ له على نفس الطرف المقابل ما له من نتائج عكسية، وتكهنات مؤذية لأن التظاهر بالاستماع مع انصراف العقل والقلب ينفر الآخر ويشعره بعدم الاهتمام أو قلة القيمة والتقدير، وهذا مما يحوِّل عملية التواصل إلى كابوس؛ كما يتحوَّل استماعنا إلى سم قاتل، وكذلك عندما نتعامل مع إقبال الآخر علينا واندفاعه تجاهنا بكل تعالٍ وسطحية، أو حتى عندما نسكت ونجمد في المواقف والأوقات التي ينتظر منا أن نفعل ونقول ونحتوي.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.