متى تستخدم الضرب في معاقبة أبنائك؟
متى تستخدم الضرب في معاقبة أبنائك؟
الأبناء في واقعنا المعاصر يُضربون على نحو كبير وكثير من المربين يلجؤون إلى الضرب كحلٍّ سريع، دون النظر إلى ما يترتب عليه من سلبيات وأضرار، ومن روعة ديننا الإسلامي الحنيف أن مسألة الضرب فيه محسومة، فقد أقره، ولكنه وضع له شروطًا ومحاذير كثيرة، ولأن الضرب يضر وينفع ويصلح ويفسد، فإن كنت قمت باستخدامه بطريقة صحيحة سيكون نافعًا لك ولأبنائك بإذن الله، ومن الأمور التي لا ينبغي الضرب فيها بتاتًا هو ضرب الطفل الرضيع، لأنه يقوم بأفعاله دون قصد، ويمكنك ضرب الأطفال بعد إتمامهم العاشرة لحديث رسول (ﷺ): «مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع»، ويمكنك تطبيق ذلك الحديث بطريقة جميلة، فعند بلوغ الطفل سبع سنوات نقيم له احتفالًا ونقول له: “هذه حفلة سن الصلاة”، وعندما يتم العاشرة نقيم له احتفالًا آخر ونقول: “هذه حفلة سن الضرب”، كما أن التعود على الصلاة قبل سن العاشرة له العديد من الفوائد، فهو يلين أسفل ظهر الطفل في سن مبكرة؛ وبالتالي فرصة إصابة الطفل بالآلام الشديدة والانزلاقات الغضروفية سيتقلَّص بشكل كبير، وهذا ما أثبته العلم الحديث.
ويجب علينا معرفة ما نوعية الضرب الذي أباحه الإسلام، فلأن الإسلام يحافظ على كرامة الإنسان فقد نهانا عن ضرب الوجه، فالوجه هو عنوان شرف الإنسان وكرامته، كما أن ضرب الوجه ظلم عظيم، ويضاف إلى الوجه الأعضاء التناسلية للولد والبنت والرأس، كما ينبغي ألا يضرب الأب ابنه فوق عشر ضربات، والمعلم لا يضرب تلميذه زيادة عن ثلاث ضربات، والزيادة عن ذلك قصاص للتلميذ من أستاذه، والعقاب بالضرب يتغيَّر طبقًا لدرجة الذنب وحالة جسم المذنب، ويجب أن تتوقَّف عن الضرب إذا ذكر اسم الله، فقد يقول لك ابنك وأنت تضربه “ارحمني من أجل الله”، ولذا يجب عليك رفع يديك عنه فور ذكره لاسم الله، كما أن العصا التي تضرب بها ابنك يجب أن يكون لها عدة صفات، فتكون لينة ومرنة، ورفيعة وليس في طرفها عقدة وليس لها رأسان، ويمكنك استخدام بعض الإجراءات العقابية البسيطة: كشد الأذن، والضرب الخفيف على الظهر واليد.
الفكرة من كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى تأديب الأبناء، وحسن تربيتهم، ولذا يحرص الكثير من الآباء والأمهات على فعل ذلك، ولكن تجدهم يواجهون الكثير من المشاق والصعوبات، كالأسئلة المحيرة من قبيل هل ضرب الأبناء يصح أم لا؟ وكيف يختارون العقاب المناسب للطفل، ويستخدمون وسيلة العلاج المثلى؟
ولأن من إكرام الأبناء أن نستخدم في تربيتهم وتقويم سلوكهم كل وسيلة كريمة، وأن نقلِّل من استخدام العصا معهم؛ جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح ويبين كيفية وقاية أبنائنا من الوقوع في الخطأ، كما قام بتقديم العديد من النصائح التربوية المهمة التي دلَّنا عليها معلمنا ورسولنا محمد (ﷺ)، والمربي الناجح هو من يستخدم طريقة العلاج أو العقاب المناسبة لخطأ ابنه أو ابنته.
وهيا بنا لنتعرَّف على الطرق العملية التي تقي التلاميذ والأبناء شر الوقوع في الأخطاء، ونتعرَّف معًا على بدائل الضرب، وما الوسائل التي تمكِّننا من علاج أخطاء أبنائنا وبناتنا.
مؤلف كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له العديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن أبرز مؤلفاته: “علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”الفتاة لمن تشكو أحزانها”، و”من اليوم لن تنام حزينًا يا بني”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر أبناءك بالصلاة وكيف تسألهم عنها”، و”تربية العظماء”.