متى التغيير؟
متى التغيير؟
هل فكّرت يومًا أن تمتن حتى للحظات الصعبة؟ للحظات الألم التي ساهمت في تغييرك وصناعة إصرارك؟ تخيّل أن تعيش بالنمط الروتيني نفسه مدى الحياة، تخيّل أن تعيش كل يوم بشكل مكرر، ويمر العمر فتكتشف أنك أضعته دون لحظات فارقة، إن مهمتك هي أن تكتشف عالمك الخاص، وأن تكوِّن رؤيتك في الحياة ، فكلّ لحظة في حياتك من الممكن أن تكون طريقك نحو التغيير، وكل لحظة لحكمة، كل لحظة لرسالة معيّنة، فاسمع مشاعرك لأنها هي التي تبني تصرفاتك، فإنك إذا فهمت شعورك جيّدًا فسوف تفهم ما وراء التصرفات.
ووقتها ستأتي إرادة التغيير حتى وإن كنت قد تدمرت سابقًا، فضغوطات الحياة إمّا أن تصنع منك إنسانًا أقوى وأفضل، وإما أن تحبطك، وحتى إن كانت نشأتك صعبة.. لا تستسلم للماضي!
فهناك أناس يدركون التراكمات التي بداخلهم كي يغيروا طباعهم الصعبة التي تكوَّنت مع الزمن، ولكن اعلم أن كل شيء ستقرره وأي خطوة ستخطوها سوف تحتاج منك إلى التنازل!
لذا ستمرّ بصراعات نفسيّة عديدة، فلحظة التنازل تخيّرك ما بين أشياء تريدها كلها، ولكن ما من شيء كامل، وقتها ستحتاج إلى الثبات، عندما تتخير بين مبادئك وشهواتك، بين قسوتك وحنانك، بين غناك وذلك للمال، كأنك تراجع قيمك، وهكذا سوف تحتاج إلى أن تتخلّى عن شيء في مقابل آخر، وأن تكون مرنًا وأن تتمسك بقيمك جيّدًا، ادعُ دائمًا: “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك”.
حتى لو كان الاختيار كبيرًا، فالله هو الغني! سيغنيك عن كل شيء سيئ في أزماتك، وما إن تترك شيئًا لله حتى يعوّضك الله خيرًا منه، وما إن تطع الله تعالى حتى تصل إلى لحظة الفوز، ليس المراد بالفوز هنا الفوز الدنيوي فقط، بل الفوز في الآخرة، اللحظة المنتظرة، لحظة انبهارك بما أعدّه الله لك، لذا عش اللحظة في الدنيا على مراد الله، حتى تصل إلى لحظة السعادة الحقيقيّة، المنتظرة، واجعلها هي الحافز والمشجع لك في هذه الدنيا، فاللهم ارزقنا هذه اللحظة العظيمة وهذا الفوز الكبير.
الفكرة من كتاب عيش اللحظة
تختلف طبيعة اللحظات التي نعيشها في هذه الحياة، ولكن.. سواء أكانت تلك اللحظات جميلة أم مؤلمة، فكلها من الله، وكلها خير لنا؛ هذا هو حال المؤمن، يصبر على البلاء في الضراء ويشكر ربّه في الضراء، فكيف نحقق ماهيّة هذا الإيمان؟ وكيف نعيش كلّ لحظة؟
مؤلف كتاب عيش اللحظة
مصطفى حسني: داعية مصري ولد في 28 أغسطس عام 1987م، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 2000م، ويعمل حاليًّا معدًّا ومقدّمًا لبرامج دينية، ومن ضمن البرامج التي قدَّمها: (خدعوك فقالوا، وعيش اللحظة، وأهل الجنة)
ومن أبرز أعماله:
إنسان جديد.
الكنز المفقود.
مدرسة الحبّ.
خدعوك فقالوا.