مبدأ الفاعلية
مبدأ الفاعلية
إن استخدام مبدأ الحركة والحفاظ على مبدأ التوازن يمكنك من مواجهة منافسين أقوى، وتولي زمام المبادرة أيضًا، لكن في كثير من الحالات سوف تحتاج إلى مبدأ ثالث، وهو مبدأ “الفاعلية” لتحقيق الفوز، فعدم سقوط المنافس لا يعني أنه هزم، ما يعني أنك لم تذُق طعم النصر بعد، وبالتالي فإن أول خطوة لتحقيق الفوز، أن تعمل على الاستفادة من قوة خصمك عن طريق جعلها أداة بين يديك.
إن أصول خصمك تعد قوة بالنسبة له، ويمكنك تحويل هذه القوة إلى ضعف بشن هجوم يحوِّل أصول المنافس إلى عقبات تجعل من الصعب عليه أن يقوم بالرد، كما يمكنك الاستفادة من شركاء منافسك، وتحويلهم إلى حلفاء وأصدقاء، عن طريق خلق أوضاع في السوق تظهر من خلالها أن منافسك لا يهتم بمصالحهم، ما يكبح منافسك ويمنعه من الرد، كما أن الشركات الأكثر نجاحًا أفرزت العديد من المنافسين لها، وبالتالي يمكنك أن تزيد فاعلية عملك عن طريق العمل مع منافسي خصمك ما يصعب عليه الرد، وبناءً على ذلك فإن زيادة فاعلية عملك تتطلَّب منك القدرة على التفكير الخلَّاق، وتحديد مواطن الضعف المحتملة في المناطق التي يعدُّها الآخرون مواطن قوة.
إن أي أصول تمتلكها شركة ما يمكن أن تتحول إلى أكبر أعدائها! لأن أي استثمار مهم يمكن أن يصبح عائقًا أمام التغيير، واستغلال تلك العوائق هو الذي يساعد على العمل بفاعلية وتحقيق الفوز، قامت شركة “تشارلز شواب” بالعمل بفاعلية على قاعدة عملاء شركة “فيدلتي” التي تهيمن على سوق حسابات التقاعد الشخصية في أمريكا، إذ تفتتح ما معدله 400 ألف حساب تقاعد شخصي كل عام، وتجني نحو 45 مليون دولار من الرسوم سنويًّا.
رأت شركة “شواب” أن قاعدة عملاء “فيدلتي” يمكن أن تتحوَّل إلى نقطة ضعف! لأن امتلاكها حصة كبيرة يعني أن لديها الكثير لتخسره! فقامت “شواب” بإلغاء الرسوم على حسابات التقاعد الشخصية التي تتجاوز مبالغها 10 آلاف دولار، وجعلت فيدلتي تجثو على الأرض، إذ إن “مجانًا هو الرقم السحري في أي عمل يتعلق بالمستهلكين”، لأن الناس يكرهون الرسوم، وكانت فيدلتي محكومًا عليها بالخسارة أمام شواب لأنها إذا قلَّدتها سوف تخسر 45 مليون دولار في ضربة واحدة!
الفكرة من كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
تؤدي الاستعارة دورًا مهمًّا في العمل، إذ تساعد على تنظيم الحقائق والبديهيات، كما تسمح لك بالتعبير عن الأفكار بطريقة حيوية، إلى جانب أنها أداة تحفيز يسهل فهمها ويصعب نسيانها، وهذا الكتاب مبني على استعارتين: الأولى متعلقة برياضة الجودو اليابانية، التي تتطلب سرعة ورشاقة، وتمكن من التفوق على المنافس في المناورة، كما تكمن قوتها الحقيقية في تحويل وزن وقوة خصمك إلى مصلحتك، ومن خلال استعارة مبادئ رياضة الجودو يمكن للشركات الصغيرة التغلُّب على منافسيها الأقوياء، إذ إنها تمكنك من إزعاج منافسيك بالاستفادة من حجمهم وقوتهم ضدهم، وبالتالي تساعدك على النجاح، والاستعارة الثانية متعلقة برياضة السومو اليابانية، التي تعتمد على الحجم والقوة من أجل الفوز على المنافسين.
مؤلف كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
ديفيد ب. يوفي : هو أستاذ إدارة الأعمال الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، كما يترأس قسم الإستراتيجية وبرنامج الإدارة المتقدم، كما يعد مرجعًا في شؤون الإستراتيجية التنافسية والمنافسة الدولية، وهو عضو في شركة “إنتل” وعدة شركات تقانة أخرى، من كتبه:
Strategic Management in Information Technology.
POWER AND PROTECTIONISM
ماري كواك : هي أستاذ مساعد في مجال البحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، وتنشر مقالاتها في مجلة Sloan Management Review.
معلومات عن المترجم:
مروان سعد الدين: حاصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق 1995، يعمل مترجمًا، وقد نقل إلى العربية كثيرًا من المؤلفات الأدبية والسياسية والاقتصادية، ومنها:
تصفية الخونة.
الانهيار.