مبدأ الحركة
مبدأ الحركة
إن مبدأ “الحركة” يعمل على توسيع فرصتك عن طريق تأخير أو تفادي هجوم المنافسين، استعمل (ريتشارد فيربانك، ونايجل موريس) خدعة “الجرو” أو الاختفاء عن الرادار، لتحويل شركة Capital One إلى واحدة من أكبر عشر شركات إصدار بطاقات ائتمان في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ اعتمدا على عدم لفت انتباه الشركات الكبرى في هذا المجال، وبالتالي استطاعا بناء شركة قوية، ومربحة قبل أن يدرك منافسوهما أن هناك شركة جديدة قد انبثقت من حيث لا يعلمون! اعتمدت استراتيجيتهما على إبعاد منافسيهما الأقوياء مثل “سيتيبانك” عن تقليد حركتها، ولذلك ظلت كابيتال ون كتومة للغاية ومحافظة على سرية كل شيء تقريبًا، فبدلًا من الاعتماد على الحملات الإعلانية التي تلفت الانتباه، اعتمدت على التسويق عبر الهاتف والبريد المباشر، فبذلك استطاعت الشركة أن تظل بعيدة عن شاشات الرادار، وتفادت وأخرَّت أي هجوم على الشركة من المنافسين.
عندما تبدأ المنافسة عليك أن تحدِّد الموقع الذي يمكنك من القيام بأفضل حركاتك، إلى جانب منع خصمك من مهاجمتك، وعندما تسنح الفرصة وتحصل على أفضلية مبدئية، ينبغي أن تبقى مسيطرًا على الوضع عن طريق متابعة العمل بسرعة، وبالتالي لا تشجِّع على مهاجمتك، وتوارَ عن الأنظار، وتفادَ التفريط في موقعك، واتخذ موقعًا إلى جانب المنافسين بدلًا من مهاجمتهم مباشرة، ولا تقارع العمالقة إلا إذا أردت أن تخسر!
اختر حيز المنافسة، فإذا دار قتال بين الدب والتمساح، فإن النتيجة محسومة بالتضاريس، فكل حيوان يكون ضاريًا ومخيفًا في بيئته، فالدُب يجد نفسه يتعثر ويفقد قوته في المستنقعات، بينما التمساح يفقد الكثير من قوته عندما يقاتل على أرض جافة، وفي معركة طرفاها متكافئان، يكون النصر حليف المحارب الذي يقاتل على أرضه، ومن ثم يجب عليك أن تنقل المعركة بعيدًا عن أراضي منافسيك، وأرغمهم على التنافس وفقًا لقواعد ومعايير جديدة.
بدمج تفادي هجوم المنافسين واختيار حيز المنافسة، فأنت بذلك تحظى بالوقت والحيز، ولكي تحافظ على مكانتك، فعليك بالاستمرار في متابعة العمل بسرعة، وبالتالي لا بد أن تشنَّ هجمات متواصلة، لأنه مهما طال وقت عدم ظهورك على شاشات الرادار، فإنهم سوف ينتبهون للخطر الذي تمثِّله عاجلًا أم آجلًا، وإذا لم يجدوا موطئ قدم لهم، فيستفيدون من أفضليتي الحجم والقوة المتفوقتين.
الفكرة من كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
تؤدي الاستعارة دورًا مهمًّا في العمل، إذ تساعد على تنظيم الحقائق والبديهيات، كما تسمح لك بالتعبير عن الأفكار بطريقة حيوية، إلى جانب أنها أداة تحفيز يسهل فهمها ويصعب نسيانها، وهذا الكتاب مبني على استعارتين: الأولى متعلقة برياضة الجودو اليابانية، التي تتطلب سرعة ورشاقة، وتمكن من التفوق على المنافس في المناورة، كما تكمن قوتها الحقيقية في تحويل وزن وقوة خصمك إلى مصلحتك، ومن خلال استعارة مبادئ رياضة الجودو يمكن للشركات الصغيرة التغلُّب على منافسيها الأقوياء، إذ إنها تمكنك من إزعاج منافسيك بالاستفادة من حجمهم وقوتهم ضدهم، وبالتالي تساعدك على النجاح، والاستعارة الثانية متعلقة برياضة السومو اليابانية، التي تعتمد على الحجم والقوة من أجل الفوز على المنافسين.
مؤلف كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
ديفيد ب. يوفي : هو أستاذ إدارة الأعمال الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، كما يترأس قسم الإستراتيجية وبرنامج الإدارة المتقدم، كما يعد مرجعًا في شؤون الإستراتيجية التنافسية والمنافسة الدولية، وهو عضو في شركة “إنتل” وعدة شركات تقانة أخرى، من كتبه:
Strategic Management in Information Technology.
POWER AND PROTECTIONISM
ماري كواك : هي أستاذ مساعد في مجال البحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، وتنشر مقالاتها في مجلة Sloan Management Review.
معلومات عن المترجم:
مروان سعد الدين: حاصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق 1995، يعمل مترجمًا، وقد نقل إلى العربية كثيرًا من المؤلفات الأدبية والسياسية والاقتصادية، ومنها:
تصفية الخونة.
الانهيار.