مبدآ العطاء والادِّخار
مبدآ العطاء والادِّخار
هناك ثلاثة أشياء فقط يمكننا فعلها بالمال، وهي بالوقت نفسه المبادئ المالية الثلاثة: العطاء والادخار والإنفاق، ولنبدأ بأول المبادئ؛ مبدأ العطاء: والعطاء يقصد به منح جزء من المال، بمعنى أننا سننفق جزءًا من دخلنا لتلبية حاجات الأسرة المادية، ونخصص جزءًا لرضا الله (سبحانه وتعالى)، وحمدًا وعرفانًا بنعمته وعطائه علينا، وفي الحقيقة لا ينقص العطاء أو الصدقة من المال، بل الله (سبحانه وتعالى) يبارك فيه ويزيده، ويعتبر هذا أجل أثر في الحياة المالية، وربما نجد أن العطاء سيضطرنا إلى خفض نفقاتنا ومستوى معيشتنا،
ولكنه سيُرقي نوعية حياتنا على المدى الطويل، ويفضل أن يخصص الأزواج نسبة ثابتة من رواتبهم للعطاء، حسب ما يتقاضونه ويضبطون النسبة الباقية لمعيشتهم، وصور العطاء على المحتاجين والمستحقين كثيرة، ولا يشترط أن تكون بصورة نقدية؛ يمكن أن تعطى على شكل طعام أو دفع فاتورة، وهكذا.
وبالنسبة إلى المبدأ الثاني وهو الادخار؛ فيفضل أن يتفق الزوجان على النسبة التي يدخرانها من راتبيهما، ويجعلاها ثابتة بشكل منظم، وذلك أفضل من أن ينتظرا إلى نهاية الشهر ويوفرا ما تبقى من الراتب، لأنه ربما لا يتبقى شيء، بالإضافة إلى أن الادخار بأول الشهر يثبتها عادة، ولسوء الحظ فإن طبيعة مجتمعنا وحياتنا الحالية استهلاكية، لا تشجع على التوفير والادخار، لذلك سنذكر بعض أهميات الادخار وأثرها في حياتنا، فالأهمية الأولى: أنه يوفر حالة من الرضا والاطمئنان لما قد يطرأ في المستقبل من أوقات عصيبة، مثلما حدث مع سيدنا يوسف (عليه السلام) بمصر
عندما فسر رؤيا الملك أنه ستأتي سبع سنوات من الوفرة تليها سبع سنوات من المجاعة، والحل كان يكمن في ادخار بعض ما يملكون في السنوات السبع الأولى، ليستطيعوا مواجهة السنوات السبع العجاف التالية، وأما الأهمية الثانية: فهي الادخار من أجل الاستثمار، أي وضع الأموال التي لسنا بحاجة إليها في الوقت الحاضر أو ليست مخصصة لشراء شيء ما في المستقبل بشراء أسهم وسندات، لجلب معدل عائدات أعلى، ولكنها لا تخلو من المخاطرة وقد نتعرض لخسارة كبيرة، لذا يجب على الأزواج تثقيف أنفسهم أوًلا قبل خطو أي خطوة.
الفكرة من كتاب مشاركة الأموال: دليل تشابمان لجعل المال رصيدًا في زواجك
لماذا يعتبر المال المصدرَ الأساسي بل والأكثر شيوعًا للمشكلات والنزاعات بين مختلف الأسر؟
ومع الأسف فإن هذه النزاعات في الأغلب لا تتوقف عند كونها خلافًا عابرًا، بل ربما تتحول إلى ساحة حرب بين الأزواج، وتضعف العلاقة بينهم أو تدمرها إلى الأبد! هل يكمن السبب في شرور المال ذاتها أم في قلته؟
في الحقيقة، المشكلة تكمن في طريقة إدارته والتعامل معه، وكل ما نحتاج إليه في هذا الشأن هو تعلم طريقة الإنفاق الإيجابية ووضع ميزانية للأسرة، ومشاركة الأزواج بعضهم بعضًا في الأمور المالية.
وسيساعدنا الكاتب جاري تشابمان في هذا الكتاب بجعل المال وسيلة لتعزيز العلاقة الزوجية بطرائق عملية، وبتقديم العديد من النصائح.
مؤلف كتاب مشاركة الأموال: دليل تشابمان لجعل المال رصيدًا في زواجك
جاري تشابمان: كاتب ومؤلف ومحاضر أمريكي شهير، من مواليد 1938، حاصل على ليسانس الآداب، وماجستير في العلوم الدينية، ودكتوراه في الفلسفة، يدير مؤسسة استشارية لتقديم النصائح والاستشارات العائلية والزوجية، ويقدِّم برنامجًا إذاعيًّا بعنوان “love language minute”، وآخر بعنوان “Building Relationships with Dr Gary Chapman” الذي يُذاع عبر أكثر من 100 محطَّةٍ إذاعيَّة.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
لغات الحب الخمس.
علاقات الزوجين ببيت الحما.
كنت أودُّ أن أعرف هذا قبل أن أتزوَّج.
نحو زواج أفضل.. إقامة علاقة المحبَّة التي تحلم بها.
ماذا بعد الآن؟ دليل تشابمان للحياة الزوجيّة بعد إنجاب الأولاد.
معلومات عن المُترجم:
عصام داود خوري: ترجم العديد من الكُتب مثل: “تحسينات في المنزل”، و”القاعدة الأولى، لا تتقيد بالقواعد: ما يقوم به أعظم مديري العالم بأسلوب مختلف”، و”52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك”، “ماذا بعد الآن؟ دليل تشابمان للحياة الزوجيّة بعد إنجاب الأولاد”.