مبادئ يجب أن نتبنَّاها في حياتنا اليومية
مبادئ يجب أن نتبنَّاها في حياتنا اليومية
من أهم تلك المبادئ رؤية اللحظات العادية، ففي حياتنا اليومية ننتقل من نشاط إلى آخر دون وعي، ولكن يجب علينا الانتباه للحظات العادية والبسيطة، وألا ندعها تمر دون وعي، بل نكون حاضرين فيها ونراقب أنفسنا حين الانتقال من نشاط إلى آخر وفي أوقات الانتظار، ويمكن أن نحقق ذلك باختيار العيش في الواقع وتهدئة ضجيج الأفكار وتشتُّت الذهن، والبدء بالممارسة.
ومنها التركيز على الأمور المهمة، ففي صخب الحياة المعاصرة نحتاج إلى الهدوء والتمهُّل والاستمرارية لتعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية، وتحقيق التمهُّل بأن يكون لأنفسنا وقت خاص بها لا نقوم فيه بأي نشاط، ولا ننتقل بسرعة من نشاط إلى آخر، ولا نؤدي العديد من المهام في وقت واحد، ونحقِّق الهدوء بأن يكون لدينا تحفُّظ على الأشياء التي تضيع الوقت وتشتِّت الانتباه مثل الشاشات، وتخصيص وقت للراحة، أما الاستمرارية فنحققها بتحديد الأنشطة التي تتدخل في يومنا وتقلِّل من وعينا وحضورنا مثل التصفح المستمر للهاتف والإنترنت، وأن يكون لدينا انتباه مرتفع لنتجنَّب تأثيرها فينا.
وكذلك القبول، وهو مهم في التأمل بالوعي الكامل، ويختلف عن الاستسلام، ولا يعني أيضًا محبة الشيء، وإنما يعني قبول وجوده، والمضي معه قدمًا في الحياة، وقبول الموجود والتصرُّف بناء عليه، واختيار أفضل طريقة للوصول إلى ما نريده، وفهم الجانب المؤلم للحياة من دون تحويل الحياة كلها إلى معاناة، وأن نترك للألم مساحة كما نترك مساحة للأمور المبهجة، فالقبول يعني أن نقبل كل شيء ونتخلى عن محاولة التحكم في كل شيء، وستصبح أنفسنا منفتحة على العالم كله دون محاولة تشكيله حسب رغباتنا أو قبول ما يناسبنا فقط.
الفكرة من كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
نستيقظ يوميًّا لنؤدي أنشطة الحياة بشكل روتيني وآلي، دون وعيٍ منا، وننشغل أثناء ذلك بمواقف حصلت في الماضي، أو التفكير بما سيحدث في المستقبل، ونهرب من أفكارنا ونرفض مشاعرنا، لتكون النتيجة هي زيادة المعاناة، وعدم عيش الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ويقدم الكاتب الحل في ممارسة التأمل بالوعي الكامل، ويعطينا دروسًا ومبادئ ليصبح الوجود في اللحظة الحاضرة أسلوبًا للحياة.
مؤلف كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
كريستوف أندريه: طبيب ومعالج نفسي فرنسي، يعدُّ التأمل ضمن أكثر اهتماماته، ومارسه لسنوات عديدة وتعلمه ثم قام بتعليمه، حيث يقوم بإدارة جلسات التأمل في مستشفى سانت آن في باريس، وتتم استضافته باستمرار في قناة “فرنسا” الثقافية وشارك في العديد من اللقاءات، ولامس المشاهدين وحقَّق شهرةً وقبولًا لديهم، كما حقَّقت كتبه أكثر المبيعات، ومنها: “الحياة الباطنة”، و”الخجل”، و”العيش سعيدًا”، و”وقت التأمل”.
معلومات عن المترجم:
سامح عبد الكريم صالح: طبيب نفسي سوري، درس في باريس العلاج المعرفي السلوكي، ولديه عضوية في جمعية العلاج المعرفي السلوكي في فرنسا، ويدرس حاليًّا العلاج المعرفي بالتأمل بالوعي الكامل.