مبادئ ومعتقدات الفلسفة الشرقية
مبادئ ومعتقدات الفلسفة الشرقية
كما ذكرنا أن الفلسفة الشرقية ترتكز على تصوُّر فلسفي وجودي، للكون وللإنسان وللحياة، تقوم هذه الفلسفة على محاولات عقلية وذوقية، ولها العديد من المبادئ والمعتقدات التي تقوم عليها، فمن أبرز معتقداتها:
الاعتقاد بأن أصل الوجود “كُلِّي واحد”، أو ما يُعرف بـ”عقيدة وحدة الوجود” كعقيدة ظهرت مُسبقًا في السياق الإسلامي، وهذا الكُلي الواحد هو أصل كل شيء وإليه يعود كل شيء، وهو لا يُرى ولا شكل له، وله عدد من المسميات، ففي الفلسفة الصينية اسمه “الطاو”، وعند الهندوس “براهمان”، وعند البوذيين “بوذا” أو “أتمان”.
وفي اعتقادهم أن أول ما انبثق من الكون هو “تشي”، والذي يمثِّل الطاقة المطلقة، والتي إذا اكتسبها الإنسان يبدأ في الارتقاء حتى يصبح قريبًا من خصائص الكُلِّي الواحد، ويقول صاحب كتاب أسرار الطاقة: “عندما تُدرك أنك موجود في كل الوجود.. ستشعر أنك جزء لا ينفصل عن الوحدة الكونية، ومن الطاقة الكامنة فيك المتجسدة من طاقة الخالق!”.
كذلك من معتقداتهم ما يُعرف بقوى “ين/يانج” وضرورة التناغم بينهما، أو قوى العناصر الخمسة: الخشب، النار، الأرض، المعدن، الماء، وحينما يصل الإنسان إلى مرحلة التناغم بين هذه القوى فقد حقق الخلاص الكُلي، أو ما يُعرف بـ”النيرفانا” التي يتحرر فيها روحه عن سجن جسده، وهذا هو غاية الحياة -بالنسبة لهم- وهذا التوازن يحدث بتمارين مثل تمارين اليوجا، أو طريقة الحياة “الماكروبيوتك”.
ومن معتقداتهم أيضًا “الجسد الأثيري”، وهو أن لكل الكائنات سبعة أجساد، منها الجسد الأثيري، وهو الجسد المنبثق من الكُلي الواحد، وهو أهم الأجساد، ومن خلاله يتمكَّن الإنسان من التناغم مع الطاقة الكونية، فهذا الجسد جهاز طاقة متكامل، ويتكوَّن من منافذ رئيسة تُسمَّى “شكرات”!
الفكرة من كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
البرمجة اللغوية العصبية، الريكي، العلاج بالبرانا، اليوجا، وغيرها من الأسماء، تتردَّد على آذاننا لتحقيق السلام النفسي، أو التخلُّص من التوتر والضغط، وغيرها من المطالب التي يبحث عنها العديد منَّا في العصر الحديث، فما حقيقة هذه البرامج؟ وما أصل فلسفتها؟
تُقدِّم لنا الكاتبة أثر الفلسفة الشرقية في حياتنا اليومية، والتي هي أصل للكثير من هذه البرامج، كما توضِّح بشكل مُيسَّر ما هي “حركة العصر الجديد”، وما علاقتها بتلك البرامج وبالفلسفة الشرقية؟
مؤلف كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
فوز بنت عبد اللطيف كردي: باحثة وكاتبة سعودية من مواليد المدينة المنوَّرة، حصلت على الدكتوراه في فلسفة التربية والدراسات الإسلامية، تخصُّص العقيدة والمذاهب المعاصرة، وهي باحثة متخصِّصة في الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، تعمل رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبدالعزيز (فرع البنات).
قدَّمت عددًا من الدورات التوعوية، ولها عدد من المشاركات العملية على مستوى المملكة والخليج العربي، ولها عدد من المؤلفات والأبحاث منها: “المرأة في مناهج التعليم”، و”حقيقة العلاج بالطاقة بين القرآن الكريم والعلم”، و”أصول الإيمان بالغيب وآثاره”، و”حركة العصر الجديد: دراسة لجذور الحركة وفكرها العقدي ومخاطرها على الأمة الإسلامية”.