مبادئ عِلم الإقناع
مبادئ عِلم الإقناع
بعد أن صِرت قادِرًا على تحديد نَمَط مُديرك في العمل، حان الآن دور أن تتعلّم فَن الإقناع، ذاك الأمر الذي تتميز به فئة ضئيلة من الناس، وكُلما سألناهم كيف تكونت خبرتهم فيه، يكون من المُحزِن لنا أن نسمع منهم أنه أمرٌ فِطري، فهل هو كذلك حقًّا؟!
دَعني أبشِّرك، ليس الأمر كذلك، بل هو مجموعة من المهارات والمبادئ بإمكان أي شخص أن يتعلّمها ويكْتَسِبها.
وأول هذه المبادئ: الإعجاب: عليك في كثير من الأحيان أن تكتشِف أوجه الشبه بينك وبين من أمامك، وأن تُثني عليهم، فالناس يميلون إلى الاقتناع بحديث من يشبههم.
ثاني المبادئ: المُعاملة بالمِثل: تقول إحدى الموظفات إنها لا تحصُل على ترقية في عملها، وعلى الرغم من ذلك ما تزال مُتمسكة به، والسبب أن مُديرها قد أرسل الهدايا إلى ابنها الصغير في أحد الأعياد، مما يجعلها تشعر بالالتزام تجاه العمل وتقاوم رغبتها في تركه.
ثالث المبادئ: البرهان الاجتماعي: الذي يثبت أن الناس يقتدون بآخرين يشبهونهم، ففي الستينيات حين فقد أحد الأشخاص محفظته في نيويورك، وطُلِبَ من سكان المدينة إعادة المحفظة المفقودة، زاد عدد النّاس الذين شاركوا في هذا الأمر بمجرد أن عَلِموا أنّ أحد سكان مدينتهم قد فعل هذا سابقًا.
رابع المبادئ: الاتساق: فالقرارات التي يتخذها الفرد بشكلٍ علني، يكون أكثر التزامًا بها، لذلك سيكون من الجيد أن تجعل اتفاقك مع مديرك وسط جماعة، ليكون أكثر التزامًا به.
خامس المبادئ: المرجعية: فالناس يلجؤون إلى الأشخاص ذوي الخبرة للإفادة منهم عند اتخاذ القرارات، لذلك عندما تبدأ رحلة إقناع غيرك بشيء ما، عليك أن تكشِف عن خبرتك، ولا تفترض أنها شيء معروف بالبديهة.
سادس المبادئ: النُّدرة: لا بُد أن تكون فِكَرك ومُقترحاتك فريدة، فرغبة الناس تزداد في الأشياء النادرة.
وإلى جانب هذه المبادئ السِّتّة، عليك أن تتحلى بالمصداقية، وأن تُؤطِّر الأهداف على أرضيةٍ مُشتركة بينك وبين من تُقنِعُه، ففي نهاية المَطاف لن يشتري أحد فكرتك دون أن يجني من ورائها فائدة، ولا بد أن تُقدم إلى من تعرض عليه فكرتك الأدلةَ الواضِحَة لتعزيز عملية الإقناع، وأن تتواصل معه عاطفيًّا؛ فالمقنعون ذوو الخبرة الطويلة يُدرِكُون جيدًا أن المنطقية وحدها لا تكفي.
الفكرة من كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
بيل جيتس، ريتشارد بْرَانْسُون، أوبْرا وِينْفْرِي.. لعلّك عرَفت الآن اسمًا واحدًا على الأقل من تلك الأسماء، فالعالم من حولنا يَضج بكثيرٍ من القادة والمشاهير وَرِجال الأعمال الذين يتمتعون بقدر كبير من الثقة عند التحدُّث إلى غيرهم، ويمتازون بقدرة كبيرة على الإقناع، في حين يفتقر معظمنا إلى هاتين الصفتين، بل ونخفق في تحديد أنسب الطرائق لكل حديث، فنتحدّث بطريقةٍ واحدة مع الجميع، مُتجاهلين تمامًا أن لكُل قول معنيين، وأن الكَلِمة سِلاح، لذلك ستتعلم بين طيات هذا الكِتاب آليات صُنع القرار كما لو كُنت أحد الشخصيات التي سبق وذكرناها آنِفًا، وستكتسب شيئًا فشيئًا الفن الضروري للإقناع!
مؤلف كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
كلية هارفارد لإدارة الأعمال، وهي كُلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بالولايات المُتحدة الأمريكية، وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة “الأفضل قراءة”.
ولهذه الكُلية إصدارات أُخرى، منها:
إدارة التفاعلات الصعبة.
إدارة الفرق.
اضبط وقتك.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
عن اتخاذ القرارات.
قيادة الفرق الافتراضية.
فن الكتابة التجارية.
التوظيف بمهارة لتحقيق ميزة تنافُسية.
معلومات عن المُترجِم:
مرْوان محمد سعد الدين: دَرَسَ في جامعة دِمشق عام (1995م)، وحصل منها على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها، وعمل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، ونقل إلى العربية عديدًا من المؤلفات في المجالات السياسية، والأدبية، والاقتصادية.