مبادئ السومو
مبادئ السومو
يعتمد السومو على ثلاثة مبادئ رئيسة، أولها استخدام تقنية “الفتِّ في عضد المنافس”، وذلك عن طريق نشر (الخوف والجهل والشك)، لأن امتلاك اليد العليا من الناحية النفسية، وعدم التردد، بمثابة الخطوة الأولى نحو الفوز، وتطبيق ذلك يكون من خلال إرسال إشارات عدائية وحشد العملاء، والموردين، والشركاء، فإن ذلك يمكِّن الشركات القوية المهيمنة من منع أي منافسين محتملين من دخول الحلبة، إلى جانب أن جعل اسمك مرادفًا للأمان، وجعل اسم منافسك محل تخوُّف وشك، تجعل خدماتك أكثر جذبًا، وإن كانت خدمات منافسك متفوقة عليك!
لكن إذا لم تستطع منع المنافسين من دخول الحلبة، فإن المبدأ الثاني هو “تضييق الخناق عليهم” عن طريق منعهم من الحركة، ومنع أي منافذ للهروب، لأن القدرة هي مزيج من القوة والسرعة، وتحييد السرعة تحول المنافسة إلى قوة في مواجهة القوة، فترغم بذلك منافسك على المواجهة المباشرة، فتفوز بالنزال، وذلك عن طريق الإنفاق أكثر من خصمك على التقانة، والمبيعات والتسويق، فشركة “إنتل” تنفق على الأبحاث والتطوير ما يساوي أرباح أقرب منافسيها من المبيعات!
والمبدأ الثالث هو تحذير قائم على “إتقان القواعد” في العمل، لأن إساءة استعمال القوة ستحوِّل نصرك إلى هزيمة نكراء، وبالتالي يجب أن تنافس وفق القواعد، وفي ظل القوانين المنظمة لها، حتى لا تُستنزَف في قاعات المحاكم، وتعرِّض نفسك للسجن أو توقيع الغرامات!
استخدمت شركة “تكساس للأدوات” مبدأ الفتِّ في عضد المنافس عن طريق إعلان أسعارها المتوقعة لأقراص الذاكرة لعامين كاملين مقبلين، وبعد أسبوع من هذا الإعلان، أعلنت شركة “بومار” -وهي شركة منافسة- سعرًا أقل من شركة تكساس، وبعد ثلاثة أسابيع، أعلنت شركة “موتورولا” سعرًا أقل من بومار، وبعد أسبوعين من إعلان موتورولا لأسعارها، أعلنت تكساس للأدوات سعرًا جديدًا يساوي نصف سعر موتورولا، فقرَّرت بومار وموتورولا الانسحاب وعدم تصنيع المنتج، وبالتالي فازت تكساس بالحرب دون إطلاق طلقة واحدة على المنافسين! لكن تذكَّر أن الأقوال تحتاج إلى أفعال، فإذا استثمرت كل ما لديك لجعل تهديداتك واقعية، فإنك سوف تحقق الردع، وتجني ثمار ذلك.
الفكرة من كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
تؤدي الاستعارة دورًا مهمًّا في العمل، إذ تساعد على تنظيم الحقائق والبديهيات، كما تسمح لك بالتعبير عن الأفكار بطريقة حيوية، إلى جانب أنها أداة تحفيز يسهل فهمها ويصعب نسيانها، وهذا الكتاب مبني على استعارتين: الأولى متعلقة برياضة الجودو اليابانية، التي تتطلب سرعة ورشاقة، وتمكن من التفوق على المنافس في المناورة، كما تكمن قوتها الحقيقية في تحويل وزن وقوة خصمك إلى مصلحتك، ومن خلال استعارة مبادئ رياضة الجودو يمكن للشركات الصغيرة التغلُّب على منافسيها الأقوياء، إذ إنها تمكنك من إزعاج منافسيك بالاستفادة من حجمهم وقوتهم ضدهم، وبالتالي تساعدك على النجاح، والاستعارة الثانية متعلقة برياضة السومو اليابانية، التي تعتمد على الحجم والقوة من أجل الفوز على المنافسين.
مؤلف كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
ديفيد ب. يوفي : هو أستاذ إدارة الأعمال الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، كما يترأس قسم الإستراتيجية وبرنامج الإدارة المتقدم، كما يعد مرجعًا في شؤون الإستراتيجية التنافسية والمنافسة الدولية، وهو عضو في شركة “إنتل” وعدة شركات تقانة أخرى، من كتبه:
Strategic Management in Information Technology.
POWER AND PROTECTIONISM
ماري كواك : هي أستاذ مساعد في مجال البحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، وتنشر مقالاتها في مجلة Sloan Management Review.
معلومات عن المترجم:
مروان سعد الدين: حاصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق 1995، يعمل مترجمًا، وقد نقل إلى العربية كثيرًا من المؤلفات الأدبية والسياسية والاقتصادية، ومنها:
تصفية الخونة.
الانهيار.