ما يُعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر
ما يُعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر
إن وقت صلاة الفجر لا يمتد إلى صلاة الظهر، بل ينتهي وقتها عند طلوع الشمس، ولتحصيل تلك الأجور المذكورة يجب أن تُصلَّى جماعةً في المسجد، وإن أهم العوامل المساعدة على الاستيقاظ لصلاة الفجر هو: الإخلاص لله (عز وجل)، وهو أن يحرص العبد أشد الحرص على أن يُرضي ربَّه سُبحانه وتعالى، ولن يتحقق الإخلاص إلا إذا أعطى العبد لله (عز وجل) قدره، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
ولمعرفة قدر الله (عز وجل) يجب أن يتدبّر العبد كتابه، ويتأمل في ملكوته، ويعرف أسماءه وصفاته (سُبحانه وتعالى)، ومن أراد بصدق أن يستيقظ للفجر فلن يحول دونه حائل، فلا تُقارن نفسك بالقاعدين، وقم بعمل ورد لتُحاسب فيه نفسك على صلاة الفجر، فالله (عز وجل) يُحب أن يأتيه عبده طائعًا غير مُكره، مُلبيًّا بكل شوق.
واحذر الذنوب التي قد تُحيل بينك وبين الطاعة، واتجه إلى ربك بالدعاء وادعوه أن يمنَّ عليك بصلاة الفجر في جماعة، وأكثر من الإلحاح، فليس من المعقول أن ندعو الله (عز وجل) وهو الكريم أن يُقرِّبنا منه ثم هو يُبعدنا عنه -حاشاه سبحانه- فالله (عز وجل) يفرح بعودة العبد إليه أشد من فرح العبد بالنجاة من موت محَّقق، وتخيَّر من الصحبة الصالحة ما يُعينك على صلاة الفجر في المسجد، وحبَّذا لو كانوا يسكنون جوارك أو يصلُّون في المسجد الذي تُصلي فيه بحيث إن غبت سألوا عنك واطمأنوا عليك.
الفكرة من كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
إنه لمن السهل أن يدَّعي المرء الإيمان، وأن ينطق كلمة الإسلام بلسانه، ولكن من الصعب أن يتأكَّد من حقيقة هذا الادِّعاء في قلبه، فالمؤمن الحق هو من وافق قولُه عملَه، لهذا فقد فرض الله (سبحانه وتعالى) على عباده اختبارات مُعينة تكشف عن خبايا النفوس، وهذه الفرائض غرضها إظهار الصادق من الكاذب، ولتكون حُجَّة على من ادَّعى، وهذه الفرائض لا تخرج عن حيِّز قدرة الإنسان واستطاعته، ومن هذه الفرائض: صلاة الفجر.
فما مكانة صلاة الفجر؟ وما وقتها الصحيح؟ وما الوسائل المُعينة على الحفاظ عليها؟ تأتي الإجابات عن تلك الأسئلة وغيرها من خلال هذا الكتاب.
مؤلف كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
راغب السرجاني، داعية إسلامي مصري مهتم بالتاريخ الإسلامي ومشرف على موقع “قصة الإسلام”، ولد بمصر عام 1964م، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه في جراحة المسالك البولية والكلى، ويعمل الآن أستاذًا مساعدًا في كلية الطب جامعة القاهرة، له إسهامات دعوية وعملية عديدة، حصل على المركز الأول في جائزة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) لعام 2007، وينطلق مشروعه الفكري “معًا نبني خير أمة” من دراسة التاريخ الإسلامي دراسة دقيقة مستوعبة.
من مؤلفاته:
فلسطين حتى لا تكون أندلسًا أخرى.
رسالة إلى شباب الأمَّة.
العلم وبناء الأمم: دراسة تأصيلية لدور العلم في بناء الدولة.