ما ينبغي فعله في فترة الخطبة

لننتقل إلى مرحلة أخرى في طريق الوقاية، وتتمثَّل تلك المرحلة في الاستشارة الطبية في فترة الخطبة قبل الزواج، وذلك لأن أحد الشريكين أو كليهما قد يحمل مرضًا وراثيًّا خطيرًا، وفي الحقيقة لا تهدف تلك المرحلة إلى منع الأمراض المحتملة لأن أغلب تلك الأمراض الوراثية لا يمكن منعها، وإنما الهدف هو معرفة احتمال إصابة الأبناء القادمين بها ومراجعة الشريكين لأمرهما قبل إبرام عقد الزواج بحيث يكون كل أمرٍ ظاهرًا ولا يحدث مفاجأةً، لكن لماذا تعدُّ الأمراض الوراثية بهذا التعقيد؟

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تُعرف الأمراض الوراثية بأنها الأمراض التي يمكن انتقالها من الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد، إذ تقوم جينات معيَّنة موجودة في كروموسومات أنوية الخلايا بحمل هذه الأمراض، فالمعروف علميًّا أن نواة خلية الإنسان تتكوَّن من ستة وأربعين صبغيًّا “كروموسوم”، وهي عبارة عن ثلاثة وعشرين زوجًا متماثلًا ما عدا زوجًا واحدًا وهو “الكروموسوم الجنسي” الذي يحدِّد جنس الإنسان، وبقية الكروموسومات تُسمَّى بالكروموسومات الذاتية وهي التي تحدِّد صفات الإنسان الذاتية أو الجسمانية، وبما أن مادة الكروموسوم الأولى هي جزيئات بروتين تُسمَّى “DNA”؛ فكل جزيء منها يتمثل في شريط حلزوني طويل مزدوج، وكل جين يمثِّل مسافة معينة من هذا الشريط، وتحمل الجينات الصفات الوراثية والتي قد تكون منها أحد الأمراض بحسب طبيعة المرض إذا كان سائدًا (يفرض نفسه)، أو متنحِّيًا (قد ينتقل أو لا)، ومن أشهر الأمراض الوراثية المتنحِّية مرض أنيميا الفول، إذ يعاني فيه المريض تكسرًا مفاجئًا بكرات الدم الحمراء إذا أكل الفول ومشتقَّاته، أو تعاطى بعض الأدوية كالأسبرين والسلفا، ويكون العلاج وقتها هو نقل الدم للمريض بشكل طارئ.

لا تُكلِّف الوقاية شيئًا رغم أنها تكفي المرء بلاءً ليس من السهل تخطِّيه أبدًا، فمرض مثل شلل الأطفال الذي قد يصيب أي طفل دون استثناء ويجعله عاجزًا طوال حياته يمكننا الوقاية منه فقط بتطعيم يتكوَّن من ثماني نقاط لا أكثر، إذًا فالمعرفة والإلمام بسُبُل الوقاية الصحية هي سلاح ينبغي للوالدين امتلاكه، كما أن المرءَ يحمل أمانة ومسؤولية تتمَّثلان في أن يكون طفله صحيحًا سليمًا وليس نهبًا لتلك العلل، إذًا كيف تقي طفلك الأمراض؟

يقدِّم هذا الكتاب نصائح تتعلَّق بوقاية الطفل من مختلف الأمراض، ويبدأ من أول مرحلة يمكن بدء الوقاية فيها مرورًا بالخطبة ثم الزواج ثم الحمل والولادة ثم نشأة الطفل بين أبويه حتى يكبر وينمو صحيحًا سالمًا بإذن الله.

سناء عبدالله أبو زيد: هو طبيب متخصص في طب الأطفال، وقد ألَّف كتبًا تحت اسم “سلسلة سفير التربوية”، ومنها هذا الكتاب، وكتاب “مشكلات الطفل الرضيع”.