ما وراء ضعف الإيمان
ما وراء ضعف الإيمان
يحتاج ضعف الإيمان إلى وضع اليد على الأسباب من أجل العلاج كما سنتحدث لاحقًا، ولكننا نستكمل هنا بقية الأسباب الثمانية لضعف الإيمان، فأما السبب الرابع فهو وجود المرء في أوساط حبلى بالمعاصي والآثام فينتهك من فيها محارم الله (عز وجل) على اختلاف كل واحد منهم في معصيته ولكن المحصِّلة للإنسان أنه يتطبَّع بما يحيط به ويتأثر به فتهون المعاصي في قلبه ويقسو القلب قسوةً تذهب بلُطف الإيمان وبريقه فيقل ويضعف.
وأما السبب الخامس فإنه حب الدنيا والتعلق بها، فيصبح الشخص عبدًا لها، أو كما جاء في الحديث: “تعِس عبد الدينار، وعبد الدرهم”، فيسيطر عليه الجشع والطمع المادي ويلهث وراء صناعته أو تجارته ولا يقدِّم أي شيء آخر على تلك الماديات التي منحها راية الأولوية، ويأتي الافتنان بالمال والزوجة والأولاد كسبب سادس لضعف الإيمان، إذ ينهمك الإنسان في أمورهم دون مراعاة لتقديم حب الله (عز وجل) ورسوله (صلى الله عليه وسلم) على حبهم، ويتضح من ذلك أن المقصود ليس ترك الزواج أو المال أو الإنجاب، بل المراد ضبط أمورهم بميزان الشرع.
ولعل طول الأمل يكون في أمور الدين مسوغًا للكسل، إذ يظل الواحد يسوِّف ما يجب القيام به رجاء وجود فرص أخرى وأنه لا يزال في الوقت متسع، فيؤخر توبته غير آبه بالموت، بل لا يذكره ولا يضعه في حساباته أصلًا، وهذا هو السبب السابع الذي دل على خطئه القرآن الكريم كما جاء في الآية: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾، ويرى الدكتور المنجد أن إفراط المسلم في طعامه وشرابه وسهره ونومه وكلامه كل ذلك يؤثر بصورة غير مباشرة في ضعف إيمان العبد، فشره الطعام مثلًا يجلب الخمول، ومن ثم فلن يستطيع المرء أداء العبادات على وجه يليق بجلالها وجمالها، وهكذا شأن النوم والسهر والكلام، وحتى المبالغة في الضحك والاستغراق فيه على حساب الحياة الطبيعية المتوازنة، وهذا ما صنَّفه المؤلف ثامنًا لأسباب ضعف الإيمان.
الفكرة من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
يشكو كثيرون منَّا داء ضعف الإيمان والشعور بعدم تأثر القلب بالمواعظ والمشاهد التي يفترض أن يرق قلب الإنسان لها كالجنازات والابتلاءات وغير ذلك، وقد يشكو عدم تلذُّذه بالعبادات كما كان من قبل، أو أنه لا يستشعر جلال العبادة وجمالها فيؤديها كأنما كانت شيئًا على كمِّه ثم سقط! يعالج كتاب “ظاهرة ضعف الإيمان” هذه الظاهرة من خلال الحديث عن أعراضها وأسبابها وسُبل العلاج منها.
مؤلف كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
محمد صالح المنجد: داعية ومؤلف سوري، وُلد عام 1961م وأقام بالمملكة العربية السعودية فدرس بها حتى تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما درس العلوم الإسلامية على يد ثُلَّة من علماء المسلمين وشيوخهم، وشغل كذلك إمامة جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر بالمملكة، وهو مؤسس موقع “الإسلام سؤال وجواب”، وله محاضرات وبرامج مرئية ومسموعة، إضافةً إلى تركته من كتب الدعوة والعلوم الإسلامية، ومنها:
كيف تقرأ كتابًا؟
33 سببًا للخشوع.
كيف عاملهم؟
معاني الأذكار.