ما وراء الأضواء

ما وراء الأضواء
الضوء أحد أبرز أشكال الطاقة السريعة الذي يُعَرَّف بأنه شعاع من جسيمات دقيقة تسمى الفوتونات، ويمثل المصباح الكهربي الأداة الأشهر لبعث الضوء، وتقوم فكرة عمله على وجود فتيل من التِّنجِستين العالي الانصهار، ويعمل توصيل المصباح بالكهرباء على تدفق الإلكترونات فيه فيسخن وينبعث منه الضوء. وقد أمكن نقل الضوء لمسافات طويلة بعد اكتشاف الألياف الضوئية، التي تتمكن من حمل كميات كبيرة من الإشارات مقارنة بالأسلاك النحاسية، أما مصدر الضوء الأكثر كفاءة فهو مصباح الـ«LED»، لتعدد استخداماته وطول عمره الافتراضي، وكان أول ظهور له على يد الأمريكي نيك هولنياك | Nick Holonyak

وأحيانًا يعد الضوء أحد الموجات الكهرومغناطيسية، ولتلك الموجات نطاق واسع جدًّا بعضه مرئي وبعضه الآخر غير مرئي كالأشعة تحت الحمراء، وأشعة الميكروويف القادرة على تسخين الطعام دون تسخين الطبق الحاوي له لأنها تستهدف في عملها جزيئات الماء فقط، وهو ما يفسر انفجار البيض عند طهوه فيه، لأن مقدارًا كبيرًا من تركيب البيضة المائي يُسخن بسرعة شديدة متحولًا إلى بخار تكبح القشرة خروجه حتى يزيد ضغطه فينفجر.
ولأن العين تعتمد في عملها على الضوء، تستحيل الرؤية في الظلام، ولأن العلم لا يعرف المستحيل ابتُكرت نظارات الرؤية الليلية، التي تعتمد في عملها على وجود مضاعف ضوئي يحول كل فوتون إلى كثير من الإلكترونات ثم يبعثها على شاشة فوسفورية، وبهذه الطريقة يتكثف الضوء وتصبح الرؤية ممكنة، ورغم روعة هذا الاختراع فإنه قاصر في الناحية التي تتعلق بالألوان، ويرجع هذا إلى فقد الإلكترونات للمعلومات الخاصة بالألوان في أثناء انتقالها.
ويوجد ما يسمى بـ«الكهرباء الساكنة»، وهي شِحنة متراكمة تظل كامنة على الأجسام الصلبة حتى يلامسها جسم آخر فينشأ بينهما مجال من الإلكترونات المتبادلة، ولهذا قد يتعرض الشخص أحيانًا لصعقة كهربائية عند لمس أشياء لا توصل الكهرباء كمقابض الأبواب.
الفكرة من كتاب لماذا الشوكة لا مذاق لها؟ وأسئلة فضولية أخرى لتفهم العلوم وأنت في المنزل
أحيانًا ينظر الإنسان إلى شيء يعيش معه منذ أعوام عدة، وربما يتناوب يوميًّا على استخدامه، ثم يطرق عقلَه فجأة سؤالٌ بشأن ماهيته أو طريقة عمله، لا يعرف من أين أتى السؤال ولا سبب انبثاقه في عقله، وفي الوقت ذاته لا يملك القدرة على صرفه أو الانصراف عنه أو حتى إجابته.
هذه الأسئلة البدهية الوليدة الفضول، العميقة المدى، يقدم الكتاب إجابات شافية تُسكتها، ومعلومات ربما لم يخطر لك في يوم أن تعرفها، إلا أنك بلا شك سترحب بمعرفتها.
مؤلف كتاب لماذا الشوكة لا مذاق لها؟ وأسئلة فضولية أخرى لتفهم العلوم وأنت في المنزل
دايفس بلوتشي: عالم فيزيائي ومعلم وكاتب وصحفي وناشر، وُلد في فيجنولا عام 1977، وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، يعمل حاليًّا باحثًا في علوم وتكنولوجيا المواد في جامعة مودينا وريجيو بإيطاليا، ويُجري أبحاثًا في مجال المواد الحيوية للأطراف الصناعية والطب التجديدي، ويُدرِّس الرياضيات والفيزياء في المدارس الثانوية، وله كتاب آخر بعنوان: «Guida ai luoghi geniali. Le mete più curiose in Italia tra scienza, tecnologia e natura per piccoli e grandi esploratori»
معلومات عن المترجمة:
منة ناصر: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وتعمل في الترجمة لدى مؤسسة «The Castle for Training & Translation»، ومن الأعمال التي ترجمتها:
شاطئ العزلة.