ما هي القصة القصيرة؟
ما هي القصة القصيرة؟
جُبِل الإنسان على الفضول وحب المعرفة فبحث عن القصة في كل ما حوله؛ كل ما له بداية له نهاية، وكل ما له بداية ونهاية له قصة، فللنجوم قصة وللسماء قصة وللإنسان قصة وللحيوان قصة، ومع تقدم الزمن تطورت حاجة الإنسان إلى القصص، فبعد أن كان يريد أن يعرف قصة هذا النهر وما مصدره أو قصة صوت الرعد وما يحدث بعده، صار يطلب القصة إزجاء لوقته وبحثًا عن العبرة والمتعة، فحب الإنسان للقصص جعله يبحث عن القصة فإن لم يجدها اخترعها اختراعًا.
ولا يوجد تعريف محدد لفن القصة فهو بجانب حداثة سنه مقارنة بباقي الفنون، ذو طبيعة زلقة مراوغة تأبى أن تستظل تحت تعريف واحد، فتجعل كل تعريف يوضع له غير دقيق، إذ إنه لم يحط بكل جوانب القصة، فقصص “نيكولاي جوجول” تختلف عن قصص “إدغار آلان بو” بالرغم من معاصرة كل منهما للآخر، وبالمثل تختلف قصص “موباسان” و”تشيخوف” بالرغم من معاصرة كل منهما للآخر.
لكن وبالرغم من تغير شكل القصة من كاتب إلى آخر، فإن لها مضمونًا ثابتًا، كألا تقل القصة عن خمس صفحات وألا تزيد على الثلاثين صفحة، كما أن لها ثلاث صفات أساسية، أولاها الوحدة، أي أن تكون القصة منطلقة من فكرة واحدة في مكان واحد في زمان واحد وراوٍ واحد، وثانيتها التكثيف، وهو ألا تكون هناك زوائد في القصة لا تخدمها، فكل كلمة وحرف تصب في صالح موضوعها، وثالثتها الدراما، فكل كاتب قصة قصيرة تقع عليه مسؤولية خلق الصراع والتفاعل الدرامي من الكلمة الأولى لجذب القراء، ومع وضع تلك العناصر الثابتة في الاعتبار يضع الكاتب تعريفًا شبه محدد للقصة ويقول: “نص أدبي نثري يصور موقفًا أو شعورًا إنسانيًّا تصويرًا مكثفًا له أثر أو مغزى”.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
تمتاز القصة القصيرة بصعوبتها مقارنة بباقي الألوان الأدبية كالرواية والمسرحية والقصيدة وغيرها، إذ إنها -على عكسهم- لا تعطي الكاتب الحرية في الوصف والتكرار ورسم الصور والأخيلة، بل تفرض عليه أن تخرج في صورة محكمة مكثفة تخلو من أقل قدر من الإسهاب أو الإطناب في السرد، ومن هنا تأتي أهمية كتاب “فن كتابة القصة”، فيضع الكاتب فؤاد قنديل تعريف القصة وعناصرها وما يفرقها عن باقي الألوان الأدبية والقواعد التي تضبط هذا الفن وتميزه.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
فؤاد قنديل: هو روائي مصري ولد في القاهرة بمصر الجديدة عام 1944م، حاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة، وعمل في شركة مصر للتمثيل والسينما عام 1962م، له ست عشرة رواية، وعشر مجموعات قصصية، وعشر دراسات وتراجم وبعض المؤلفات القصصية للأطفال، من أشهر أعماله: روايتي “رحلة ابن بطوطة” و”روح محبات”.