ما هي أنواع الحب، وكيف نديره؟
(الحب — أعزك الله — أوله هَزلٌ وآخره جِد، دقت معانيه لجلالتها عن أن تُوصف، فلا تُدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر في الديانة، ولا بمحظور في الشريعة؛ إذ القلوب بيد الله -عز وجل-).
بالجملة دي بيبدأ ابن حزم كتابه المشهور (طوق الحمامة في الألفة والألاف)؛ علشان يقولنا إن الحب مش حرام، وإن المنكر في الشريعة التصرفات اللي بتصدر من الإنسان مبنية على الحب.
وإن بدايته هزل وآخره جد.
وبيقول كمان:
(والحب — أعزك الله — داء عَيَاء، وفيه الدواء منه على قدر المعاملة، ومقامٌ مستلذ، وعلة مشتهاة، لا يود سليمها البرء، ولا يتمنَّى عليلُها الإفاقة، يُزيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويُسهل عليه ما كان يصعب عنده، حتى يُحيل الطبائع المركبة والجِبِلَّة المخلوقة).
حلقة انهارده عن أنواع الحب.
أول نوع: حب الشهوة.
وزي ما قال ابن حزم إن من أنواعه: الحب من نظرة واحدة.
لأن الحب الحقيقي لا يكون إلا بالمعاشرة، والمعرفة لزمن طويل في الجد والهزل، والسفر والحضر.
أما اللي بيحصل من أعراض الاستحسان الجسدي، واستطراف البصر اللي لا يجاوز الألوان؛ فدا معنى الشهوة على حقيقتها.
وزيه: الشخص اللي بيدعي أنه بيحب شخصين مختلفين في نفس الوقت.
النوع التاني: حب الذات.
وإما يكون صحي الشخص فيه بيشوف نفسه وبيشوف غيره، ومبيكنش عاوز يستحوذ عليهم علشان يحس بالقيمة.
ودا بيدفع الشخص للنمو هو ومن حوله.
وقد يكون نرجسي؛ يتمحور الشخص فيه حول ذاته، ولا يرى سوى نفسه واحتياجاته.
النوع التالت: القبول الغير المشروط.
واللي هو احتياج إنساني أساسي.
وللأسف بنعاني بسبب فقده، وغيابه من ثقافتنا.
حبنا لأولادنا مشروط بإنجازاتهم، فيكبروا وهما رابطين قيمتهم بما يحققوه، ويعاملوا أولادهم على الأساس دا؛ وتدور العجلة.
النوع الرابع: حب الإعجاب.
زي اللي بيشوف وردة ويكون عاوز يهتم بيها ويسقيها.
دا حب الإعجاب.
حب من غير شهوة، زي اللي بيكون بين الأصدقاء.
النوع الخامس: حب النزوة/ أو حب المراهقة.
ودا الحب الخيالي، القائم على التوهمات.
وغالبًا ما تكون التخيلات لأشياء الإنسان محروم منها.
إلا إن الإنسان سريعًا ما ينضج، ويدرك مراهقة تخيلاته.
ولو لم ينضج؟ غالبًا بيلبس في الحيطة.
ويفضل معتقد إن الحب دا حب حقيقي.
زي حب بنت الجيران كدا.
النوع السادس: الحب الدائم.
وما أقل من يصلوا له.
حب العشرة، واجتماع الأرواح.
ومفيش مانع لو متحققش.
البيوت لا تقوم على الحب، بل على المودة.
القلوب لا يمكن التحكم فيها، لكن السلوكيات يمكن.
يمكن أن نحترم بعضنا، ويحسن كل واحد فينا إلى الآخر.
طيب، ازاي نقدر ندير حبنا؟
ببساطة، اسأل نفسك هل هو حب، ولا تعلق؟
عاوزه يكون جنبي وأستحوذ عليه وأبلعه؟ ويأذيني وأرجع له؟
ولا قادرين ننمو سوا في علاقتنا، وكل واحد قادر ياخد نفسه؟
اسأل نفسك هل ربنا راضي عن الحب دا، ولا لأ؟
من جوايا حاسس بالراحة والرضا، ولا فيه شيء بيتحرك في صدري، وحاسس إني بعمل حاجة غلط.
البوصلة اللي جوايا بتقولي ايه؟
هل الشخص فعلًا بيحبني، وبيحسن إليا، ولا بيستغل احتياجي؛ علشان يتحكم فيا، ويسيء إليا وبعد كدا يسمي دا حب؟
اسأل نفسك؛ هل فيه أساس للمشاعر دي، ولا وهم أنا بوهم بيه نفسي؟
خيال معيش نفسي فيه، ومستلذ باعتقادي.
ومش عاوز أشوف الحقيقة.
وهل أفضل قرار هو الاستمرار في العلاقة، أم قطعها، وإنهاءها؟
وبس كدا.
سلام.