ما نملكه يعكس صورنا
ما نملكه يعكس صورنا
الشراء قد يكون بلا حد إذا لم يتخذ الإنسان موقفًا محدَّدًا مما يريد اقتناءه حسب احتياجه، فيجب عليكِ سيدتي العزيزة أثناء ذهابكِ للشراء تحديد احتياجاتك من أدوات الزينة والملابس والكتب التي تحبين قراءتها وغيرها حسب الأولويات المهمة وليس بطريقة عشوائية، فتجدين نفسكِ أمام كمٍّ هائل من المشتريات دون هدف محدد أو داعٍ، ويجب عليكِ التخلُّص من كل الزوائد المتكدِّسة في بيتك أو من الممكن أن تَهادي غيرك بما يحتاجه منها أو بيعها، فإن حصولكِ على الأولويات المهمة والقليل من كل شيء يجعلك تقدِّرين الأشياء بحب وتعرفين قيمتها وتسعين لكي تحافظي عليها، كما يجب أن تجعلي المنزل مساحة آمنة للراحة والسكينة وليس للتعبئة وتكدُّس الأغراض دون داعٍ، فمنزلك هو صورة معكوسة عنكِ وهو مساحة الحماية الخاصة بكِ لذاتك ونفسك وليس لكي يؤرقك ذهنيًّا ونفسيًّا، فكما يقول الكاتب عن المنزل: “إنه ملجأ مادي ونفسي للجسد والروح على حدٍّ سواء، الروح مثل الجسد تعاني سوء تغذية، وهنا يأتي دور المنزل، فكما أن صحتنا مرتبطة بغذائنا، فإن ما نضعه في منازلنا له آثار مهمة على توازننا النفسي”.
البيت مثل الإنسان عليه أن يتبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا، أن يأكل ويشرب حسب حاجته، بل أقل لكي يكون خفيفًا مُفعمًا بالنشاط والهدوء، صغِّري حجم مقتنياتك المنزلية وتخفَّفي من إكثارها، واهتمِّي بترتيب المنزل، وأن يكون باعثًا على الهدوء والراحة، ولا تُكثري من ألوان جدران البيت، بل وحِّديها واختاري لونًا هادئًا مُشرقًا، ونوِّعي في أنوار البيت، وتخيَّري أجهزة بلا أصوات صاخبة، ولا تكدِّسي أركان البيت بالتُحف والزينة المبالغ فيها، فروح الإنسان ترتبط ببيته وتنعكس صورته فيه، والبيئة المحيطة بنا إما تساعدنا على الهدوء وإما على الصخب والضجر، لذا اهتمِّي أن تتركي مساحة فراغ لأجلكِ كي تجلسي فيها بهدوء للقراءة أو تناول مشروب خاص بكِ مع أحبائكِ وأصدقائكِ تشعل بينكم روح الحديث المتبادل الطيب، ومساحة حتى لا تعوقك عن الحركة بيُسر، إذا أردتِ أن تحصلي على المثالية، فالمثالية في القليل الذي يكفيكِ ليس الكثير.
الفكرة من كتاب فن البساطة
من آفات العصر الحديث وقوع المجتمع في فخِّ الاستهلاكية المبالغ فيه والإفراط، ونشأت المجتمعات الحديثة بأفرادها على هذه الأفكار حتى أصبحت سمة الحياة العامة، وبشكل خاص مجتمع النساء أصابته لعنة المبالغة والإفراط في الراحة والاستهلاكية، لكن تجد الكاتبة أن فضولها نحو المثالية دفعها لتكتشف حياة أخرى بسيطة في دولة مثل اليابان حتى اتصف نمط الحياة هناك بالبساطة والهدوء، حيثُ كما قالت الكاتبة عن التفكير الياباني بأنه “تقبُّل الحياة كما هي، دون السعي لمعرفة تفسير كل شيء وتحليله؛ تفحصه ونقده، وباختصار العيش على طريقة زن (هو فن الرسم بالألوان المائية)”، تأخذنا في رحلة حول اليابان ومفهوم البساطة التي جعلتها تحيا حياة بسيطة عظيمة، وتوضيح نقاط مهمة مثل المادية وكيفية الاكتفاء بالقليل ومعايير الأخلاق والجمال وغيرها.
مؤلف كتاب فن البساطة
دومينيك لوروا: كاتبة مقالات فرنسية تعيش في اليابان منذ أواخر السبعينيات، حيث تقدم ندوات لأولئك الذين يريدون تبسيط حياتهم، أصبحت معروفة بفضل كتابها “فن البساطة”، الذي نُشر عام 2005، تقول: “أنا لست كاتبة على الإطلاق”، فعندما بدأت في تأليف كتابها من ملاحظاتها الشخصية، كانت بعض المقاطع تستهدف النساء على وجه التحديد، والبعض الآخر إلى الرجال.
ولها عدة مؤلفات أخرى منها: “فن الجوهر: التخلص مما لا لزوم له لإفساح المجال لنفسه”، و”فن القوائم: تبسيط حياتك وتنظيمها وإثراؤها”، و”فن التوفير والسرور”، و”القليل اللامتناهي”.
معلومات عن المُترجمة:
الدكتورة لينة موفق دعبول: سورية الجنسية، وطبيبة تغذية، وألَّفت عدة كتب منها: “النوم والأحلام”، و”أساسيات في التغذية والحميات”، وترجمت “نصائح للأم بعد الولادة”.