ما مَنع عنك إلَّا ليعطيك
ما مَنع عنك إلَّا ليعطيك
أنعمَ اللهُ على كثيرٍ من عباده بنعمة الأُمومة والأُبوة، فرزقهم أطفالًا ملؤوا حياتَهم بهجةً وجعلوا لها هدفًا وغاية، وهي حقًّا نعمة غالية عظيمة لا يُشعر بعِظمها إلا من حُرِم منها، حتى أن المرء الذي حُرِم هذه النعمة لا يتردَّد في التخلِّي عن كل ما يملك حتى يُرزق بطفلٍ يحمل اسمَه، فيُربيه ويرعاه، وقد لا تقوى الكلمات مهما بلغ حجمها على أن تواسي محرومًا من هذه النعمة، ولهذا نختصرها في كلمتين؛ ارضَ ولا تيأس.
لا تيأس، فقد رزق الله أناسًا بطفلٍ ومنحهم نعمة الأبوة والأمومة بعد ثمانية عشر عامًا من الصبر ومراجعة المستشفيات، وهذه قصة شاب ذكره الكاتب حين ذهبت زوجته لإجراء تحليل طبي غير مرتبط بهدف معرفة الحمل، ففُوجئا بأنها حامل، وقد جاءتهما البُشرى في اللحظة التي لم يتوقَّعا فيها ذلك، وأنجبا طفلتهما الغالية “وعد”.
وفي الحقيقة لا يخفى عليك أن هناك أمورًا لا تتحقق بما يرجوه المرء ولو صبر وانتظر وعمل، بل إنها تنتهي بما ظل الإنسان يخشاه لوقت طويل، لكن من يمتلك الإيمان القوي هو الذي يعلمُ أن الخيرة فيما اختاره الله، وتلك قصة واقعية بطلتها أمٌّ صبورة أُصيب ابنها بداء الجدري في الوقت الذي لم يكن له علاج فيه، وازدادت شدة المرض حتى وجدته في أحد الأيام يخرج من الغرفة ممسكًا بالجدران لتُدرك أن الجدري قد خطف بصر طفلها، لكنها رغم حزنها لم تجزع، بل حمدت الله ودَعَت قائلة: “يا رب إذَا أعميتَ بصرَه فلا تُعمِي بَصيرَته، اللَّهم فقِّهه في دِينك واجْعله مِن حَفظة كِتابِك”، ورغم أن الأم كانت ترجو أن تتخَّلص من كابوس فقدان ابنها لبصره فقد صبرت، ولم يعد إليه بصره لكنه كبر حافظًا لكتاب الله وهو دون العاشرة، وأصبح بعد ذلك عالمًا من كبار العلماء المعروفين الذي لم يُرِد الكاتب أن يذكر اسمه.
الفكرة من كتاب لا تيأس
سلامٌ على كلِّ مؤمنٍ مُبتلى، سواء أكان ابتلاؤه مرضًا أم فقدانًا لأحد الأحبة والأهل، أم كان فراقًا للأب والأم والإخوةِ أم تدهور الحال وتعثُّر المآل، سلامٌ على من يحاول الصمودَ رغم الظُّلمة الغالبة، أتُدرك أن اللهَ يُحبك ولا ينساك، يبتليك ليُقرِّبك إليه من تيه الدنيا الفانية، يُذكِّرك أنه ليس لك سواه يُعيد إليك نعمةً فقدتها ويرزقك بخيرٍ مما فقدت، ولعلك لا تجد في كلمات المواساة هذه إلا أننا جميعنا بلا استثناء نحتاجها من اللحظة إلى الأخرى، لذا أقول لك: لا تيأس.
يحاول هذا الكتاب أن يُعطيك بذورًا ثمارُها النور، ما بين قصصٍ للنجاح بعد التعثُّر، والفرج بعد الضيق، وما بين كلماتٍ تُربت على قارئها.
مؤلف كتاب لا تيأس
أحمد سالم بادويلان، صحفي سعودي عمل في مجلات وصحف عربية، حاصل على شهادة إدارة الأعمال من جامعة أتلانتك بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، بلغت مؤلفاته نحو 80 كتابًا، ومن أهمها:
موسوعة سين وجيم في الثقافة الإسلامية.
على مسؤوليتي.
خطوة خطوة نحو الهدف.