ما مشروع العمر؟
ما مشروع العمر؟
المشروع العمري هو مشروع تتضح في ذهن صاحبه أهدافه وتستولي فكرته على فكره وعقله، ويبذل له جميع طاقاته، فهو مشروع تخصُّص، ومجال تحبُّه، وتهفو إليه بمشاعرك وقلبك، فهو الهدف الأكبر الذي نصَّبته لنفسك، ورسالتك في الحياة، فقد يكون عملًا علميًّا، دعويًّا، تربويًّا، اجتماعيًّا، تقنيًّا، أو أدبيًّا، وقد يكون ما يكون، المهم أنه في النهاية يبقى شاهدًا لك في الدارين.
وحتى يستطيع الإنسان البَدء في المشروع فمن الأفضل أن يختار ما يلائمه، فالناس قدرات مختلفة ومتباينة فلا يصلح لها مجال أو تخصُّص واحد، لكن قد يكون من الناس من لديه القدرة على الجمع بين أكثر من مشروع، كأبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، فقد كان مثالًا للجمع بين خليط من الأعمال والمشاريع، ومن كمال عقل الإنسان بألا يُكلِّف نفسه فوق طاقته، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “اكلفوا من الأعمال ما تطيقون”، فمن أخذ شيئًا لا يناسبه أو حمَّل نفسه فوق طاقته ستضيق عليه نفسه، ولن يجد المتعة في وقته، لذا من المهم أن ندرك طاقاتنا ونبذل ما في وسعنا لا فوق وسعنا.
كما أنه من المهم أن ندرك أهمية كلمة “مشروع”، وذلك لأن المشروع يختلف عن العمل العابر، فالمشروع يعني الدوام أقرب منه إلى الزوال، وليس مجرد أن ينتهي بمجرد أن ينتهي الإنسان، فالمشروع بحاجة إلى بذل وجهد وتضحية، بالإضافة إلى أن أثر المشاريع أكبر وأوسع، كما أن المشروع يختبر حقًّّا قدرات الإنسان وطاقاته لأنه مستمر طويل المدى، أما العمل فلا يختبر طاقته لأنه لحظي ينتهي ولا يستمر، فصاحب المشروع يعيش مشروعه وهو يتخيَّل الحياة الأخرى التي يظل فيها حيًّا رغم الرحيل، ومؤثرًا رغم البعد.
الفكرة من كتاب مشروع العمر
ما قيمة أن يحيا الإنسان بلا هدف في حياته، وهو الكائن الذي كرَّمه الله وأسجد له الملائكة، إن قيمة العُمر تكمُن في القيمة التي قدَّمها الإنسان لربِّه، ومن هُنا انطلق الكاتب في رحلة قصيرة لتُشعل نار الحماسة بأهمية العُمر، وأهمية أن يكون للإنسان مشروع خاص به يستطيع من خلاله خدمة أُمَّته ومجتمعه.
مؤلف كتاب مشروع العمر
مشعل الفلاحي: كاتب ومُدرِّب في التنمية الشخصية، ومُدير بمركز الدعوة بمدينة حلي التابعة لمحافظة القنفذة بالسعودية، حصل على درجة الدكتوراه في الشريعة.
له العديد من المؤلفات منها: ابدأ كتابة حياتك، وأفكار تصنع الحياة، وبوح المشاعر، وغيرها.