ما لا تخبرك به الدعايا
ما لا تخبرك به الدعايا
تصور الدعايا الترويجية لنا الشذوذ على أنه السلوك الأرقى، وأن الأفراد المنفتحين تعيش مجتمعاتهم تقدمًا صحيًّا، وتتغاضى كليًّا عن قائمة من الأمراض النفسية والجسدية التي ثبت أن الشذوذ يتسبب بها، فحتى في أشد المجتمعات تصالحًا مع تلك الممارسات إلى حد الفخر، ترتفع نسب القلق والاكتئاب والآلام النفسية التي تدفع للانتحار، فحتى الأفراد الذين أجروا عمليات تحوّل جنسي لم يعالج ذلك اغترابهم النفسي ومعاناتهم، بل أشعل الصراع أكثر.
حتى سنة 1973م كانت الميول الشاذة تعتبر من الأمراض النفسية طبقًا لدليل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، ولكن استجابة للضغوط السياسية من النشطاء الشواذ أزالت الجميعة الشذوذ من الدليل، وتم نزع القضية من مضمار العلم والتعامل معها كقضية حقوقية وسياسية، تمثل مكونًا لهوية الأفراد، وصارت تُفرض وتُروج على الآخرين، لدرجة أن عدة برامج دراسية غربية تزرع ثقافة الشذوذ للأطفال بطريقة مباشرة، وتشجعهم للتمرد على النظام الثنائي الطبيعي للجنسين.
فتحول الشواذ إلى جماعة لها كياناتها وأهدافها ومصالحها الاقتصادية الخاصة التي تسعى لها، وتدعم الأبحاث المتوافقة معها أو حتى تمارس اجتزاءً لبعض المقتطفات والقفز لنتائج تدعم مواقفها، حتى لو انتهى الأمر بتدمير الجنس البشري كله، فكيف يحاولون إقناع العالم بأن أسرة مكونة من رجلين ستكون بيئة صحية لتربية أطفال متبنين، أو كيف يتلاعبون بمصطلحات مثل التحرش والاعتداء واشتهاء الأطفال والزنا وتحويلها إلى مصطلحات حيادية منزوعة القيم الأخلاقية، وممارسة التضليل على مصطلحات المرض النفسي.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.