ما قصتك؟

ما قصتك؟
لو سألك أحدهم عن نفسك وعن قصتك، كيف سترد عليه؟ هل ستعطيه مونولوجًا عن سيرتك الذاتية وما تفعله في العمل وترقياتك السابقة ووظيفة أحلامك؟ لو كانت إجابتك نعم، فأنت بحاجة إلى المساعدة يا صديقي، وهذا ما سنفعله من خلال استكشاف قصتك الذاتية في البورتفوليو الخاص بك، ولعلك الآن تتساءل عن أهمية رواية قصتك أو تحديدها، فكل من حولك تقريبًا يعرفون من أنت، فما الهدف من القصة؟

قد تعتقد أن كتابة القصة مجرد شيء عليك فعله حين تسعى للحصول على وظيفة جديدة، أو للتحديثات التي تنشرها على “لينكد إن | LinkedIn”، ولكن الطريقة التي تسوق بها نفسك يمكن أن يكون لها تأثير في حياتك أكثر مما تدرك، ودعني أوضح لك أكثر، في عام ١٩٧٣م نشر عالم الاجتماع “مارك جرانوفيتر | Mark Granovetter” ورقته البحثية عن شبكات التواصل بعنوان “قوة الروابط الضعيفة”، وفيها قدم فكرة جديدة تسمى “نظرية التعادل الضعيف”، التي توضح أن المعلومات تنتشر بسرعة أكبر بين الأشخاص الذين تربطهم روابط ضعيفة، لذا ففي حين أن العلاقات القوية بين الناس تعد حيوية للمجتمع الحقيقي، إلا أنها يمكن أن تكون أيضًا مقيدة للشخص.
أنت بحاجة إلى قصتك الخاصة للحصول على الفرص، ففي كثير من الأحيان، ليس الأشخاص الذين تعرفهم بالفعل، ولكن الأشخاص الذين لا تعرفهم هم الذين سيعززون نجاحك، لذا في المرة القادمة التي يجب عليك أن تروي قصتك، حاول الإجابة عن عدة أسئلة أساسية، منها: من أنت؟ وماذا تفعل الآن؟ وما اهتماماتك بعيدًا عن العمل؟ وأخيرًا أضف بعض الطابع الإنساني إلى سيرتك الذاتية، مثل: الحيوانات الأليفة التي تربيها، وأنشطتك التطوعية، أو الحقائق الممتعة المتعلقة بحياتك، ستساعدك قصتك الخاصة على تكوين علاقات مع أشخاص يمتلكون القيم نفسها، كما أنها ستسمح لك بإنشاء شبكات ثرية ومتنوعة، وهو ما سيمثل لك همزة وصل مع عوالم فريدة ومتعددة في مجال العمل والحياة الشخصية.
الفكرة من كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
ها أنت تجلس في مكتبك، كعادتك كل يوم في الثامنة صباحًا، تفكر في المشاريع التي تود أن تعمل عليها، والمهارات التي أثارت اهتمامك أخيرًا، ومن ثم تتذكر حياتك الاجتماعية التي تأثرت بجدول عملك المزدحم، وتفكر في آخر مرة تمرنت فيها، وينتهي بك الأمر وأنت تخبر نفسك أنك يومًا ما ستتقاعد مع راتب مناسب يكفي لممارسة كل هذه الأنشطة، وتقطع مهامُ العمل التي لا تنتهي حبلَ أفكارك هذا.
هذه هي حال الكثيرين، فلو كنت واحدًا منهم يا صديقي، دعني أطرح عليك عدة أسئلة يجب عليك التفكير فيها، وهي: هل وظيفتك حقًّا آمنة؟ وهل مواردك المالية مناسبة لتطلعاتك الحالية؟ وهل تنفق مواردك بشكل صحيح؟ وأخيرًا هل يجب عليك إهمال أفكارك الخاصة وتطلعاتك البعيدة عن العمل؟ أريد منك أن تكتب إجاباتك الخاصة عن هذه الأسئلة، لأن كل ما تؤمن به على وشك التغيير، فهل أنت مستعد؟
مؤلف كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
كريستينا والاس: رائدة أعمال لديها أكثر من عشر سنوات من الخبرة في بناء الشركات، وتعمل حاليًّا أستاذة في ريادة الأعمال والتسويق في كلية هارفارد للأعمال، ومن مؤلفاتها:
New to Big: How Companies Can Create Like Entrepreneurs, Invest Like VCs, and Install a Permanent Operating System for Growth
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.