ما قبل ثورة يناير
ما قبل ثورة يناير
كان لدى عمر سليمان اقتناع كامل منذ البداية أن الإخوان هم الذين خطَّطوا لهذه الأحداث على الأرض، وأنه ليس صحيحًا أنهم قفزوا على المظاهرات في 28 يناير، بل كانوا هم صنَّاع الأحداث منذ الأيام الأولى لانطلاقها في 25 يناير، كما يقول: “لقد رصد جهاز الأمن القومي وجهاز مباحث أمن الدولة منذ البداية وجود قيادات إخوانية ونواب سابقين على رأس المظاهرات التي انطلقت من دار القضاء العالي يوم 25 يناير”، فرفض الإخوان المشاركة في المظاهرت كان هو الوجه المعلن، بينما الوجه الخفي أنهم شاركوا فيها منذ اليوم الأول.
في يوم 19 يناير بعد انتهاء أعمال القمَّة العربية، تحدث عمر سليمان إلى الرئيس مبارك، وأخبره أن الوضع خطير، وأن التقارير التي لدى جهاز المخابرات تقول إن الأوضاع في 25 يناير لن تكون على ما يرام، وأنه لا بد من التصرُّف سريعًا، واقترح على مبارك عقد اجتماع لبحث الخيارات الممكنة لإنهاء الأزمة، إلا إن مبارك أجابه بالنفي، لكن سمح لعمر سليمان أن يعقد الاجتماع مع الوزراء، ويبعثوا له بالتوصيات حتَّى يتصرَّف، تم عقد الاجتماع في ظهر يوم 20 يناير، وأوضح عمر سليمان أن حبيب العادلي وزير الداخلية كان على ثقة كبيرة أن الأمور ستمضي وتنتهي سريعًا، ما أثار دهشة عمر سليمان، وكان يخشى أن يعتمد الرئيس عليه، وعندما سئل المشير طنطاوي عن موقف الجيش حال تدهور الأمور، أجاب: “ابعدوا عن الجيش”، تم رفع التوصيات إلى الرئيس مبارك، إلا إن الرئيس في خطابه في 23 يناير لم يأتِ بجديد سوى توجيه الاتهامات إلى القوى الداخلية والخارجية بالتآمر على مصر، وكان يحذر وينذر، لكن دون أن يَعِد بأي إصلاحات أو تغيير مأمول.
في ظهر يوم 25 يناير بدأت المظاهرات أمام دار القضاء العالي وفي أماكن أخرى عديدة، وتزايدت الحشود، وشملت العديد من المحافظات، وبعد عصر هذا اليوم، رُفِعَ شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، وبحلول المساء تزايدت حدَّة التظاهرات في العديد من أنحاء البلاد، وأسفرت عن وفاة مجند بالأمن المركزي وإصابة عدد من الضباط والجنود بميدان التحرير، وبدأت قوات الأمن باستخدام المياه والعصي، وقنابل الغاز، ولم تستخدم أي رصاصات حية، باستثناء ما حدث في السويس حيث سقط أوَّل الشهداء في اليوم الأول للتظاهر.
الفكرة من كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
يكشف الكتاب عن مجموعة من الأحداث والمؤامرات التي جرت خلال العقدين الأخيرين، والأوضاع المتردِّية التي أدَّت إلى قيام ثورة يناير، ويبيِّن دور اللواء عمر سليمان بوصفه رئيسًا للمخابرات العامة المصرية، ثم بوصفه نائبًًا لرئيس الجمهورية إبَّان ثورة يناير، وسبب وفاته الغامض، وذلك من خلال لقاء أسرة اللواء عمر سليمان والأطباء المشرفين على صحَّته.
مؤلف كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
محمد مصطفى بكري: هو كاتب صحفي، وسياسي، وإعلامي، وعضو حالي بمجلس النواب دورة 2016، كما أنه يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، ويقدم حاليًّا برنامج “حقائق وأسرار” على قناة صدى البلد، وله عدَّة مؤلفات منها:
الإرهاب الصهيوني.
معركة 1956.
كلمات في الزمن الصعب.
فضفضة.
العراق: المؤامرة – الخيانة – الاحتلال.
لحظات فاصلة.. غزة – أريحا.
الأوراق السرية.
مخاطر السوق الشرق أوسطية.
الفوضى الخلاقة أم الفوضى المدمرة.