ما قبل العرش
ما قبل العرش
بدأت في 20 ديسمبر عام 1908 مبادرة شعبية متمثلة في جامعة أميرية لم يكن للحكومة فضلٌ فيها، في وقتٍ كان الاستعمار فيه ضاربًا بجذوره في كل مناحي الحياة، فحاول عرقلتها، وامتد العمل عليها نحو سبع سنوات، مما أدى إلى التنازع حول صاحب هذه الفكرة، ومحاولة استخدامها كأداة للمصالح السياسية، قامت هذه الجامعة على مساهمة المصريين أنفسهم من خلال الاكتتاب فيها، وقد تميزت هذه الحملة بتعدد شريحة المشاركين فيها.
جاء في طليعة هؤلاء ملاك الأراضي الزراعية من الباشوات والبكوات، وأصحاب المهن الحرة في العاصمة والأقاليم، والموظفون وتلاميذ المدارس، وتشكلت لجان في عواصم الأقاليم لهذا، فَجُمعت خلال الفترة السابقة على قيامها التي لم تتخطَّ خمسة أشهر 23652 جنيهًا، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك العصر. وعرفت ظاهرة جديدة لم تعرفها أي حملة سابقة وتمثلت في الأطيان التي كان يوقفها بعض كبار الملاك على المشروع.
اتجهت النية بإيعاز من قاسمٍ أمين لإسناد رئاستها إلى أميرٍ من البيت الخديوي، لما سيترتب على ذلك من دفعةٍ قويةٍ للمشروع، وفي البداية كان الأمير حسين كامل الذي اعتذر متعللًا بشعوره بعدم رضا الإنجليز عن تولي هذا المنصب، فضلًا عن تخوُّفه من عدم كفاية الموارد المالية للجامعة، ثم الأمير عمر طوسون الذي اشترط أن يكون رئيسًا عاملًا والخديوي رئيسًا شرفيًّا ورفض الإنجليز أيضًا، ثم أسندت في النهاية إلى الأمير أحمد فؤاد عام 1907، وقد صادف هذا ارتياحًا عامًّا نظرًا إلى ما عُرف عنه من تشجيع للمشروعات العلمية والعمرانية.
وقرَّر مؤسسو الجامعة أن تتخذ طابعًا علمانيًّا، فالجامعة للعلم فقط، وقد صادف هذا هوًى في نفس البرنس فؤاد بحكم تربيته الأوروبية، وأقرت اللغة العربية لغة تعليم بالجامعة التي بدأت تبدي اهتمامًا بالعلوم بجوار الآداب، وحظيت باهتمامٍ من الدول الأوروبية في طليعتها إيطاليا التي أهدتها آلاتٍ كثيرة مما يلزم للتجارب الطبيعية وزودت المكتبة بنحو 8000 كتاب، وأهدت شقيقته الأميرة فاطمة الجامعة 661 فدانًا من أجود الأطيان بالدقهلية وستة فدادين ببولاق لإقامة بناء للجامعة عليها، وجواهر بنحو ثمانية عشر ألف جنيه، غير أن الأمير ترك رئاستها عام 1913.
الفكرة من كتاب فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول
إن فترة حكم الملك فؤاد من الفترات الشائكة في التاريخ المصري الحديث، بسبب مهادنته للاحتلال أحيانًا ودعم الحركة الوطنية أحيانًا أخرى، مما جعل من الصعب تحديد مواقفه الحقيقية، وهل كان مجرد تابع للاحتلال، أم ذا سيادة مستقلة؟
في هذا الكتاب نتعرف على تاريخ الملك فؤاد وأحوال حكمه لمصر وتاريخ المؤسسات الوطنية التي أُنشئت في عهده، ومعارضات حزب الوفد له وللاحتلال ونصب المكائد لغيره ليستأثر بالحكم.
مؤلف كتاب فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول
يونان لبيب رزق (1933- 2008): مؤرخ مصري معاصر، ترأَّس قسم التاريخ الحديث في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشورى، والمجلس الأعلى للصحافة، حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الوفد والكتاب الأسود.
قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج.
الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني.