ما قبل اتخاذ القرار
ما قبل اتخاذ القرار
إن عملية اتخاذ القرار بشكل سليم لا تبدأ بينما أنت في وسط الموقف الذي تريد اتخاذ قرار بشأنه، وإنما قبل ذلك بكثير، لذا لدينا مجموعة من الخطوات الاستباقية التي تقوي عضلات اتخاذ القرار لديك وتؤهلك لتخطي أي موقف بأكبر المكاسب وأقل الخسائر، وبدايتنا مع الخطوة الأولى وهي تحديد أكثر الأشياء التي تستثير مشاعرك وتفجر انفعالاتك، وفي هذه الخطوة عليك تحديد أهدافك الأساسية ورؤيتك للحياة ولنفسك ولما تحب أو تكره، وإذا كنت تتساءل عن علاقة الأهداف والحب والكره باتخاذ القرار، فإن تحديد أهدافك ورؤاك وميولك يرسم لك الطريق الذي تسير عليه عند اتخاذك لأي قرار، لأنه ما دام لديك هدف فمن المنطقي أن تختار ما يتسق مع هذا الهدف وتتخلى عما يبعدك عنه.
كذلك فإن الأشياء التي تحبها لها تأثيرها في ترغيبك وجعلك حريصًا على نيلها، وبالمثل يكون للأشياء التي تكرهها التأثير الذي ينفرك منها ويجعلك تتخذ سبلًا شتى من أجل تجنبها، ولكي تستطيع تحديد أهدافك وميولك بدقة، اجلس مع نفسك وجاوب باستفاضة وأمانة عن هذه الأسئلة: ما الذي أرغب في تحقيقه على المديين القريب والبعيد؟ من الشخص الذي أريد أن أكونه؟ ما الذي أحبه أو أكرهه في نفسي أو الآخرين؟ ما الذي يجعلني سعيدًا أو حزينًا؟
وبعد انتهاء الخطوة الأولى، تأتي الخطوة الثانية التي تهدف إلى أن تكون مستعدًّا دائمًا لاتخاذ القرار، فمثلًا إذا أردت إنقاص وزنك، فتوقع أنك ستمر وأنت جائع أمام مطعمك المفضل، وقد تعرض عليك قطعة حلوى لذيذة، ودورك هنا ألا تنتظر الموقف يأتي ثم تتعامل معه، بل كن استباقيًّا، ومن أمثلة الاستعداد الاستباقي أن ترفض لقاء الأصدقاء في المطاعم، وألا تسير من طريق مطعمك المفضل، وأن تُعلم من حولك بتوقفك عن تناول الحلويات إلا في المناسبات الخاصة جدًّا، وبهذا فأنت تساعد نفسك بتجنب المواقف التي تنهار فيها قواك وتخضع قراراتك لتأثير الإغراءات الفورية، فكل ما في الأمر أن تتوقع بعضًا مما ستواجهه في المستقبل وتضع حلولًا له أو طرائق لتجنبه.
الفكرة من كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
هل يمكن للمشاعر أن تقتل؟ يبدو العنوان غريبًا أو جاء على سبيل المبالغة لا أكثر، لكن في حقيقة الأمر، العنوان ليس غريبًا ولا مبالغًا، بل له صور حقيقية عدة في الواقع، ولك أن تنظر معي إلى صورة من وقع تحت تأثير مشاعر الغضب والكراهية والانتقام فأودى بحياة خصمه، وصورة من أنساه اليأس والألم رحمة ربه فقضى على نفسه، وصورة من تسلط عليه الحزن وتملكته المخاوف حتى صار في تعداد الموتى وهو حي، وغير ذلك كثير من العواقب الوخيمة والنتائج المدمرة التي تنشأ عن سبب واحد، وهو عدم القدرة على إدارة المشاعر وتركها تؤثر في قراراتنا في الحياة.
وربما حان الوقت لنجنب أنفسنا هذا كله بفهم مشاعرنا واتباع خطوات بسيطة لإدارتها ومنعها من الانحراف بقراراتنا بعيدًا عن الصواب، وها أنا أدعوك لنخوض هذه الرحلة معًا، فما رأيك أن نبدأ على الفور؟
مؤلف كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
كين ليندنر: ابتكر منهجية لتمكين الناس من اتخاذ قرارات حياتية جيدة تسمى Life-Choice Psychology، كما عمل مستشارًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية وساعد آلاف الناس على اتخاذ قرارات ساعدتهم على تحسين حياتهم وحل مشكلاتهم.
تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة هارفارد عن أطروحته علم اتخاذ القرار. ومن مؤلفاته:
Aspire Higher: How to Find the Love, Positivity, and Purpose to Elevate Your Life and The World
Career Choreography: Your Step-by-Step Guide to Finding the Right Job and Achieving Huge Success and Happiness